البرد وأشياء أخرى.. تلهب أسعار مواد التدفئة بالشمال


مع اشتداد البرد وارتفاع أسعار صرف الدولار مقابل الليرة السورية، إلى جانب ارتفاع أسعار مواد التدفئة مثل الحطب والمحروقات، تزداد معاناة النازحين في الشمال السوري المحرر.

وسُجّل ارتفاع ملحوظ في أسعار مواد التدفئة ليصل سعر برميل المازوت الواحد إلى 54 ألف ليرة سورية، وتستهلك العائلة الواحدة نحو 3 براميل بالعام، وتتراوح أسعار المدافئ المستخدمة على مادة المازوت بين 6 و 20 ألف ليرة سورية.

ووصل سعر الطن الواحد من مادة قشر الفستق الحلبي في مناطق جنوب إدلب وشمال حماة إلى نحو 85 ألف ليرة سورية. وأما أسعار الخشب والحطب فقد سجل سعر الطن الواحد في مناطق جنوب إدلب أكثر من 60 ألف ليرة سورية ويصل بعض منه لأكثر من ذلك بكثير حسب ما يقول بعض التجار. ويصل الاستهلاك السنوي المتوسط للعائلة من الخشب إلى 3 أطنان، بينما يتراوح سعر الموقد المعد للخشب بين 15 ألف و 60 ألف ليرة سورية حسب جودته ونوعيته أيضاً.

وسجل الفحم الحجري ارتفاعاً كبيراً في مناطق شمال حماة ليصل سعر الطن الواحد لأكثر من 80 ألف ليرة سورية، ويصل الاستهلاك السنوي منه إلى نحو 3 أطنان.

"أبو أحمد"، نازح من ريف حماة الشمالي إلى إحدى مخيمات ريف إدلب المنسية، تحدث لنا عن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار مواد التدفئة في المناطق المحررة، مرجعاً ذلك إلى تلاعب التجار أو من أسماهم بـ "تجار الدم". إذ يتلاعب هؤلاء بأسعار المحروقات ومواد التدفئة الأخرى ويستغلون البرد القارس الذي حل هذا العام على النازحين والمدنيين.

إلى جانب ذلك، يُضاف سبب آخر يتمثل في ارتفاع أسعار الدولار الذي تجاوز 490 ليرة سورية، مما أدى إلى رفع الأسعار.

 وكان التجار يخزنون في فصل الصيف كميات كبيرة من مواد التدفئة المختلفة خصيصاً من الأحطاب والخشب حيث كانت أسعارها متدنية جداً، حسب شهود عيان من المنطقة.

ويقوم التجار بجلب الحطب والخشب من جبال التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الشمالي والذي يعتبره التجار من أهم المصادر، لوجود أشجار الصنوبر والسنديان والتي تعتبر جودتها ممتازة.

"أبو يوسف"، بائع حطب، ذكر أنه يقوم بشراء الحطب بالجملة من جبال اللاذقية ومن قرى ناحية عفرين، حيث تقوم عناصر من فصائل المعارضة التي تسيطر على المنطقة، بتقطيع أشجار الزيتون التي يدعون أن أصحابها قياديون وعناصر تابعة للوحدات الكردية التي خرجت من المنطقة قبل عام تقريباً.

"محمد سجناوي"، صاحب محل محروقات من أبناء مدينة حلفايا شمال حماة، نازح إلى إحدى بلدات ريف إدلب الجنوبي، تحدث لنا عن سبب ارتفاع أسعار المحروقات في الآونة الأخيرة مرجعاً ذلك إلى إعلان الحكومة التركية عن قرب بدء معركة شرق الفرات.

وتختلف أسعار المحروقات ومواد التدفئة الأخرى من مكان لآخر، وحسب جودة ونوعية المادة المستخدمة في التدفئة.

ترك تعليق

التعليق