مصادر لـ "اقتصاد": النظام يعتزم هدم كامل حي القابون


تحولت الإشاعة إلى حقيقة. "قوات النظام تنذر من تبقى من أبناء حي القابون داخل الحي بضرورة إخلائهم للمنازل والخروج من الحي لاستكمال عملية الهدم".. هكذا ورد الخبر من داخل الحي في الثالث من كانون الأول / ديسمبر الجاري.

قوات النظام كانت قد نقلت عملية الهدم باتجاه حارتي المطحنة والمعصرة بعد الانتهاء من هدم كامل مناطق البعلة والعارضية ومشروع علوان إضافة إلى بدء الهدم في منطقة شارع النهر في القسم الذي كان مغلقاً خلال فترة سيطرة المعارضة على الحي بسبب رصده من قبل القناصة المتمركزين عند مدخل الحي من جهة البلدية.

الهدم يطال الأبنية المرتفعة

انفجار عنيف قرابة الرابعة عصراً في  الثاني عشر من تشرين الثاني / نوفمبر يهز أرجاء العاصمة دمشق مصدره حي القابون. قوات النظام بررت التفجير عبر صفحات موالية لها على أنه استمرار لعمليات تفجير الأنفاق التي كان الجيش الحر قد قام بحفرها خلال فترة سيطرته على الحي.
 
إلا أن الحقيقة هي أن تفجيراً استهدف بناء "العبود" المؤلف من 14 طابقاً، وسط الحي، بعد أن قامت قوات النظام بتلغيمه قبل يومين.

التفجير الذي تلاه كان في السادس والعشرين من الشهر ذاته حيث قامت قوات النظام وتحديداً الحرس الجمهوري بتفجير أكبر كتلة أبنية في الحي وهي أبنية "الأوقاف" المؤلفة من عدة أبنية متلاصقة بارتفاع يصل إلى ثمانية طوابق.
 
في التفجير الأخير أقدم عناصر النظام على تصوير الملازم "بلال ابراهيم" وهو يقوم بعملية تفجير البناء من على الأوتستراد الدولي.

الأبنية التي قام النظام بتفجيرها كانت قد شهدت قصفاً عنيفاً في فترة سيطرة المعارضة على الحي من قبل قوات النظام خوفاً من أن يعتليها قناصة المعارضة.

نزوح داخلي

قوات النظام بدأت بإبلاغ الأهالي المتواجدين داخل حي القابون بضرورة إخلاء منازلهم لاستكمال عملية الهدم.
 
مصدر من داخل الحي قال في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "قوات النظام بدأت بتوجيه الإنذارات في السابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم حيث استهدفت الإنذارات المنازل القريبة من بناء (أوغاريت) الواقع عند جسر الحوارنة وسط الحي. وانتقلت الإنذارات بعدها لتطال مناطق متفرقة من الحي".
 
المصدر أكمل: "الأهالي المتبقون داخل حي القابون والذين لا يتجاوز عددهم الـ 100 عائلة، يقوم من تعرض منهم للإنذارات  بالانتقال إلى منازل أخرى في الحي ذاته، أي أن عملية النزوح بقيت داخلية حتى اللحظة، إلا أن وصول عملية الهدم إلى منطقة شارع النهر التي لم تتضرر كثيراً جراء المعارك يعني بأن حكومة النظام لا تريد أن تترك شبراً واحداً دون هدمه في الحي".

نيّة حكومة النظام بهدم كامل حي القابون، أكده مصدر مطلع، لـ "اقتصاد"، مشيراً إلى أن قوات النظام تنوي نقل عملية الهدم إلى منطقة أعلى النهر، أي كل من ساحة القهوة وسوق الخضرة القديم على عكس ما كان متداولاً بأن عملية الهدم ستطال المنطقة المحصورة بين النهر والأوتستراد.

قوات النظام كانت قد قامت بهدم منزل في منطقة حارة المطحنة على رأس صاحبه السبعيني بعد رفضه الخروج منه ما تسبب بكسور في ظهره وأماكن أخرى في جسده، وهو ما استدعى نقله إلى العناية المشددة.

استكمال عملية الهدم وتوسعها في مناطق متفرقة من الحي يهدد استقرار الأهالي المتواجدين في الحي الذين رفضوا التهجير أصلاً خوفاً من التشرد ودفع الإيجارات. في حين يبدو أن قوات النظام عازمة على إكمال عملية الهدم بشكل كامل حتى مسح الحي بالكامل.

إيجارات المنازل اليوم في العاصمة دمشق لا تقل عن 100 ألف ليرة سورية. أما في حال فكر الأهالي اللجوء إلى جارتهم "برزة" فالوضع هناك أسوأ، حيث المداهمات لا تتوقف والحملات الأمنية على أشدها، ولا تختلف إيجارات المنازل كثيراً عن إيجارات العاصمة.


يذكر أن حكومة النظام تدعي تعويض كل من يحمل إثبات ملكية لمنزله، بمنزل مقابل، بعد أن تقوم شركات الإعمار بإعادة إعمار الحي الذي من المفترض أن يبدأ في حزيران من العام القادم.

ترك تعليق

التعليق

  • 2018-12-27
    اقول لكل سني خدعه مجاهدوا الدولار من مئات الفصائل - سرقوا المساعدات و ادعوا الجهاد و اعلاء الاسلام و الشرع - كلهم كذبوا من علوش و بويضاني الى قادة فيلق الرحمن و لا مجال للتغيير العلمانية هي الحل و انسخوا القانون التركي ان كنتم تريدون الخلاص من الديكتاتورية