كيف ساهمت السياسة في كارثة مخيمات الشمال؟


واجهت منظمات المجتمع المدني السوري، وتحديداً منها الناشطة في الشمال السوري، انتقادات حادة واتهامات بالتقصير، وهو ما ظهر جلياً في وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، وذلك على خلفية الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تمر بها المخيمات نتيجة العواصف المطرية التي عمت المنطقة، والتي أدت إلى غرق وتجريف المئات من الخيام.

وأوضح فريق "منسقو الاستجابة في الشمال السوري" أن عدد المتضررين من العواصف المطرية وصل إلى أكثر من 6500 عائلة نازحة، مبيناً أن عدد الخيام التي جرفتها السيول بشكل كامل في مخيمات "أطمة" وصل إلى 220 خيمة، في حين أغرقت مياه الأمطار ما يزيد على 550 خيمة حتى الآن.

وفي معرض ردها على الانتقادات التي طالت عمل المنظمات، دافعت رئيسة "اتحاد منظمات المجتمع المدني السورية"، هدى أتاسي، عن منظمات المجتمع المدني السورية، ملقية باللائمة على المنظمات الدولية المانحة التي قطعت الدعم عن الشمال السوري.

وأكدت أتاسي في حديث خاص لـ"اقتصاد" أن المنظمات الدولية تركز في دعمها على مدن الرقة ودير الزور (المناطق الخاضعة لسيطرة قسد)، بينما تمتنع عن تقديم الدعم للشمال السوري بحجة عدم توفر الأموال، وعلقت بالقول "لأسباب غير واضحة بالنسبة لنا، تمتنع المنظمات الدولية عن توفير الدعم المالي لمناطق درع الفرات، وغصن الزيتون، وإدلب".

وفي هذا السياق، ناشدت أتاسي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتحييد الشأن المدني عن السياسي، معربة عن أسفها من ذلك بقولها "طالبنا، ونطالب بأن لا تستخدم المساعدات كوسيلة للضغط على المدنيين السوريين، لكن سياسات الدول قائمة على الضغط على الشعوب لتحقيق غايات سياسية".

وقالت إن "المنظمات عبارة عن جسر لإيصال المساعدات التي تصلها، وهي ليست شركات ربحية، وبالتالي هي متضررة أيضاً من وقف المساعدات، وحين تكون منطقة ما عرضة للضغط السياسي بهدف التوصل إلى تفاهمات معينة، فإن المدنيين هم أكبر المتضررين".

وبسؤالها عن الأسباب التي أدت إلى غياب حملات المناصرة من جانب المنظمات، لشرح حجم الكارثة الإنسانية، وتسليط الضوء عليها دولياً، أكدت أتاسي بأن الاتحاد يقوم بإيصال الرسائل بشكل مباشر إلى المنظمات والدول المانحة، ومضت بالقول "خلال الاجتماعات الأخيرة بجنيف، تواصلنا مع فريق المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، وركزنا على ضرورة تحييد المدنيين عن الصراع السياسي والعسكري".

وحول إيجاد حل جذري لمشكلة المخيمات التي تتجدد مع دخول الشتاء في كل عام، أضافت أتاسي "في كل عام، قبل دخول الشتاء، نتواصل مع المنظمات الدولية للمطالبة بتخصيص صندوق طوارئ بعيداً عن الروتين، لوصول المساعدات بشكل عاجل وفوري فور وقوع الكارثة، لكن دون جدوى".

يذكر أن فريق "منسقو الاستجابة في الشمال السوري" كان قد دعا كافة المنظمات والهيئات الإنسانية المنتشرة في الشمال السوري، إلى العمل على استنفار كافة الفرق التطوعية والإغاثية للتحرك باتجاه المخيمات الممتدة من أوتستراد باب الهوى وحتى معرة النعمان.

ترك تعليق

التعليق