استطلاع صادم لـ "اقتصاد": نسبة البطالة في إدلب بلغت 58%


"ملينا من القعود"، يردد "فهد محيمد" أحد سكان إدلب تعليقاً على استطلاع رأي قام به "اقتصاد" حول مستوى البطالة في محافظة إدلب والذي عكس ارتفاعاً هائلاً في مستوى البطالة في المنطقة التي تقع تحت سيطرة قوات المعارضة شمالي سوريا.

 هنا يعاني آلاف السكان من عدم توفر فرص عمل كافية بينما لسان حال العديد منهم يقول "نحن نجلس في البيت منذ سنوات نسند الحيطان" على حد تعبير أحد السكان الذين تحدثوا لـ "اقتصاد" عن "الأوضاع السيئة للغاية" التي يشهدها معظم سكان المحافظة. ويبقى غياب أي خطوة حقيقية لمواجهة الفقر وحالة الضيق المادي هو سيد الموقف.

وشارك في الاستطلاع الذي طرح السؤال التالي عبر "فيسبوك"، "في الوقت الراهن هل لديك عمل أم لا؟"، 1090 شخصاً من سكان إدلب. وبلغ عدد المصوتين بالإيجاب 457 شخصاً بنسبة 42 بالمائة. في حين بلغت نسبة الأصوات التي تنفي حصولها على فرصة عمل 58 بالمائة حيث وصل عدد هؤلاء المصوتين إلى 633 شخصاً.

ويعيش في إدلب قرابة 3 مليون نسمة نصفهم تقريباً من المهجرين والنازحين الذين قدموا من المحافظات السورية الأخرى. وتتنوع فرص العمل التي يمكن الحصول عليها في إدلب بين التوظيف في عشرات المنظمات الإنسانية العاملة داخل المنطقة والعمل في الزراعة التي تشتهر بها إدلب إضافة للتجارة التي ازدهرت جراء الانفتاح التجاري مع تركيا والمعابر الواقعة بين إدلب ومناطق النظام كما يعتمد آلاف السكان على الرواتب الزهيدة التي يتقاضونها نتيجة انضمامهم للفصائل المقاتلة. وهناك فرص عمل توفرها مهن أخرى أقل انتشاراً مثل البناء والأعمال الحرفية.

وقال "قيصر العرابين" الذي يقيم في إدلب تعبيراً عن الحالة المتردية التي تشهدها قطاعات العمل المختلفة في إدلب "صرلي 4 سنين لا شغلة ولا عملة عايش ع القدرة".

بينما سجل "أبو عمار" وهو من سكان المحافظة المعادلة التالية التي تلخص طريقة الحصول على عمل بمحافظة إدلب "في واسطة يعني في عمل ..لله المشتكى".

"محمد خليل" انتقد طريقة التوظيف لدى المنظمات الإنسانية والتي توفر دخلاً جيداً بالمقارنة مع ما توفره الأعمال الأخرى بكونها "لا تعتمد على الشهادات بل تعتمد على المعارف والواسطات".

"عبد الرحمن السعيد" أحد السكان علق بالقول حول موضوع التوظيف في المنظمات "ما خليت مسابقة إلا ما قدمت عليها بس الواسطات.. دبحونا من كتر ما في واسطات".

في حين اشتكى "عمر الأحمد" ممن كانوا "يحلمون بالـ 1000 ليرة قبل الثورة بينما يمتلكون اليوم آلاف الدولارات".

ويعتبر الدخل اليومي للفرد (يتراوح بين ألف إلى ألفي ليرة سورية) محدوداً جداً في إدلب بالمقارنة مع ارتفاع الأسعار لاسيما المتعلقة بالمحروقات والخضراوات وإيجارات المنازل. وقال أحد السكان لـ "اقتصاد": "راتبي لا يتجاوز 120 دولاراً وهو لا يكفي سوى لدفع إيجار المنزل 25 ألف ليرة وشراء الخبز والخضار".

وتعكس نتيجة الاستطلاع مشهداً سيئاً جداً في إدلب التي تحررت من سيطرة النظام نهايات العام الرابع للثورة والتي تشهد ازدحاماً كبيراً بالسكان نتيجة موجات النزوح والتهجير الواسعة التي جرت خلال الأعوام السابقة. فهل تتمكن الجهات المسؤولة من إيجاد حلول جديرة بالثقة؟.. السؤال برسم حكومتي "الإنقاذ" و"المؤقتة" وعشرات الفصائل التي تدير إدلب.

ترك تعليق

التعليق