دعوات لمقاطعة "منتخب النظام".. وجدل بين السوريين بتركيا


قبيل انطلاق بطولة كأس أمم آسيا المقررة في الإمارات، بمشاركة "المنتخب السوري" الخاضع للنظام، عاد الجدل من جديد إلى الواجهة حول تمثيل هذا المنتخب، بين مشجع للفريق وداعم له، وبين آخر يدعو لمقاطعته على اعتبار أنه فريق يمثل النظام السوري والحاضنة الموالية له.

ولم يكن مستغرباً أن ينتقل الجدل إلى أوساط اللاجئين السوريين في تركيا، لكن ما زاد من حدته هو إعلان البعض عن تأسيس ما يسمى بـ"رابطة دعم المنتخب السوري بتركيا"، وإعلانها عن تخصيص أماكن معينة (قهوات، مطاعم) لتشجيع الفريق في كل من اسطنبول وعنتاب، حيث تتركز أعداد كبيرة من اللاجئين.

وسادت أجواء من الغضب أوساط اللاجئين في مدينتي اسطنبول وغازي عنتاب، جراء الإعلان عن التحضيرات لتشجيع الفريق في أحد مقاهي المدينة.

وندد عدد من اللاجئين على مواقع التواصل الاجتماعي بهذه النشاطات ومن يروج لها، وأطلقوا دعوات لمقاطعة الفريق، عبر وسم #منتخب_البراميل، للتأكيد على عدم تمثيل الفريق لكل السوريين، وإنما لشريحة منهم.

ونشر ناشطون صوراً لأعضاء الفريق وهم يرفعون صوراً لرئيس النظام بشار الأسد، موضحين أن النظام يتعامل مع الفريق على أنه تشكيل عسكري لكن بمهام غير قتالية.

وفي هذا الصدد، دافع الناشط "أبو محيو الكردي"، وأحد القائمين على الحملة (منتخب البراميل)، عن حملة المقاطعة، واصفاً الفريق بأنه أداة من أدوات أخرى يستخدمها النظام السوري لإعادة إنتاج نفسه.

وقال لـ"اقتصاد" إن النظام يحاول استخدام الفريق على المستوى الإعلامي، لخلق صورة مغايرة للواقع، بمعنى آخر النظام يحاول تصوير أن هذا الفريق هو محط إجماع الشعب السوري بأكمله، وأن سوريا لا تعاني انقساماً على المستوى الشعبي.

وعن أهداف الحملة، أكد "أبو محيو" أنها تهدف إلى تفويت الفرصة على النظام للاستفادة من الخدمات السياسية التي سيقدمها هذا الفريق له.

من جانبه، قال عضو في ما يسمى بـ"رابطة دعم المنتخب السوري بتركيا"، إن "الفريق لا علاقة له بالنظام السوري، وإنما هو يمثل سوريا"، داعياً إلى الفصل بين السياسة والرياضة.

وأضاف العضو مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، خلال حديثه لـ"اقتصاد"، أن الهدف من النشاطات التشجيعية هو "الترفيه بعيداً عن جو السياسة".

ورداً على الاتهامات التي تساق لـ"الرابطة"، من قبيل الاستفادة اقتصادياً من تشجيع المنتخب، وذلك من خلال التعامل مع أصحاب المطاعم والمقاهي، رد بقوله "لم يكن الهدف اقتصادي أبداً، وإنما نحتاج إلى مكان للتجمع والتشجيع".

وأردف "في عنتاب على سبيل المثال، عرضنا الفكرة على كثير من أصحاب المطاعم السورية فرفضوا، إلى أن اضطررنا لعرض الفكرة على كافيه تركي، وقبل بالأمر".

وفي رده على ذلك، تساءل "أبو محيو الكردي"، عن أحقية الدعوات التي تطالب بفصل الرياضة عن السياسة، معتبراً أن "في سوريا لا وجود للرياضة بدون النظام"، ساخراً بقوله "في كل دول العام نستطيع الفصل إلا في سوريا التي يترأس اتحادها الكروي ضابط من الجيش".

وأوضح أن "أعضاء الفريق لا يتركون مناسبة، دون أن يوجهوا الشكر لداعم الرياضة والرياضيين المجرم بشار الأسد".

ومضى الكردي قائلاً، "تشجيع مثل هذا الفريق في تركيا تحديداً، يعد عملاً استفزازياً لعائلات الشهداء والجرحى في تركيا، وما أكثرهم".

ترك تعليق

التعليق