مخيم الركبان.. في مواجهة الشتاء


"مصير الأهالي معلق بيد الله"، يعلق "عماد أبو شام" وهو ناشط صحفي يقيم داخل مخيم الركبان على الحدود السورية-الأردنية.

منذ قرابة أربع سنوات أدى إغلاق الحدود من طرف الحكومة الأردنية أمام مئات النازحين الهاربين من المعارك إلى نشوء مخيم الركبان الذي يضم حالياً قرابة 70 ألف شخص حوصروا منذ نهاية العام 2017 وحتى اللحظة.

ويعيش جميع السكان أوضاعاً كارثية لا تُحتمل تسبب بها حلول الشتاء.

"وضع المخيم سيء جداً، فمواد التدفئة نادرة وباهظة الثمن"، يؤكد "أبو شام" خلال حديث لـ "اقتصاد"، مشيراً إلى أن أغلب بيوت المخيم مبنية من الطين كما أن هناك عدداً كبيراً من الخيم التي لم يتمكن أصحابها من بناء بيوت كبديل عنها بسبب الفقر والوضع المادي السيء".

يعيش مخيم الركبان منذ 4 تشرين الأول 2017 حالة حصار كبيرة تفرضها قوات النظام المتمركزة في نقطة "حاجز ظاظا" الواقعة على طريق دمشق-بغداد وأدى الحصار المفروض على المخيم إلى نشاط عمليات التهريب بين مناطق سيطرة النظام والمخيم.

 يوضح "أبو شام": "تدخل مواد التدفئة عن طريق التهريب بأسعار باهظة الثمن ويتراوح ليتر المازوت بين 500 إلى 1000 ليرة حسب حجم الكميات المهربة".

تسبب هطول الأمطار خلال الأسابيع الماضية إلى حدوث سيول داخل المخيم اقتلعت عدداً من الخيم كما تهدمت بيوت كثيرة بفعل هذه المياه. وفي ظل غياب أي مساعدة من قبل النظام أو الحكومة الأردنية "لا توجد طرق للتغلب على هذه المشكلة".

توجد صعوبات كبيرة في عملية تهريب المواد الرئيسية إلى مخيم الركبان كما أن المهربين "تحولوا إلى تجار حروب" فهم يبيعون البضائع التي يمررونها من مناطق سيطرة النظام بأغلى الأسعار. يباع كيلو السكر بسعر يتجاوز في بعض الأحيان ألف ليرة. ويصل سعر كيلو الطحين إلى حدود الـ 600 ليرة. كما أن ليتر زيت القلي الواحد يتجاوز 1600 ليرة.

الوضع المعيشي يماثل تماماً الوضع السيء في فصل الشتاء. يقول "أبو شام" بألم واضح "جاري الذي يقطن إلى جانبي لا أعرف كيف يدبر قوت يومه.. أغلب سكان المخيم إذا تمكنوا من تأمين طعام الفطور ربما لن يجدوا أي شيء ليأكلوه على الغداء أو العشاء!!".

ينتمي أهالي مخيم الركبان للطبقة الفقيرة جداً. ونزح معظمهم من ريف حمص الشرقي وقد فضلوا القدوم نحو الحدود السورية -الأردنية لعبورها نحو الأراضي الأردنية كبديل عن النزوح نحو المناطق المحررة في الشمال السوري بسبب التكلفة الكبيرة التي لا يطيقونها والتي تصل غالباً إلى المهرب بقيمة 2000 دولار عن كل عائلة.

أُنشئ مخيم الركبان منذ قرابة 3 سنوات عقب إغلاق الأردن كامل الشريط الحدودي مع سوريا، وأدى إقفال الحدود في وجوه النازحين لجعل هذا التجمع المتواجد في منطقة منقطعة عن العالم يعيش أوضاعاً كارثية لا تحتمل.


ترك تعليق

التعليق