تلكلخ.. حرب مضادة ضد عودة اللاجئين، وملاحقة واجهات سُنية لتجارة المخدرات


بعد تواتر بعض الأخبار وارتفاع أصواتٍ بخصوص عودة اللاجئين السوريين بشكل عام، ومن ضمنهم أهالي منطقة تلكلخ، من لبنان إلى سوريا، شهدت مدينة تلكلخ الواقعة في ريف حمص الغربي حملة اعتقالات واسعة قامت بها قوى أمن النظام، من دون معرفة أسباب الاعتقالات.

 وقد راج منذ مدة على وسائل الإعلام المختلفة -خاصة المقربة والموالية للنظام- صور وتقارير صحفية وتلفزيونية تبين عودة لاجئين من لبنان بشكل خاص إلى مناطق سيطرة النظام مثل القصير وتلكلخ وغيرها - والتي تمت برعاية روسيا وضغط منها لأسباب كثيرة-.

ويبدو أن جهات نافذة، لا تريد عودة مهجرين ونازحين إلى مناطق سيطرة النظام، نجحت في توجيه رسالتها إلى النازحين وبشكل خاص من أهالي منطقة تلكلخ المتواجدين في لبنان بأن من سيعود سيكون مصيره الاعتقال، الأمر الذي أدى إلى تراجع الكثير من الأهالي المهجرين عن العودة لمناطقهم أو حتى التفكير بذلك.

عودة نازحين واعتقالات

عدد قليل من شباب مدينة تلكلخ ممن قرروا العودة، تم اعتقالهم مباشرة بمجرد دخولهم الأمانات السورية وتم اقتياد من هو مطلوب لخدمة العلم أو خدمة الاحتياط إلى الخدمة مباشرة من دون إعطائهم فرصة الشهر لمراجعة شعبة تجنيدهم التي أقرها "نظام الأسد" كشرط لضمان سلامة العائدين، الأمر الذي أدى أيضاً إلى تراجع من كان قد قرر العودة عن قراره.

وتبقى المجزرة التي ارتكبت منذ مدة قريبة بحق عائلة نازحة من قرية "باروحة" إلى تلكلخ والتي راح ضحيتها "أب وابنه وابن أخيه" على يد "شبيحة" (يوسف خانات) وهو من يعرف بـ " غوار وشقيقه" دون حساب أو عقاب للجناة المعروفين، لتبقى أوضح مثال لما تقوم به جهات رافضة لعودة النازحين من "الشبيحة الطائفيين" من أهالي القرى المجاورة لتلكخ، فمازالوا عازمين على الانتقام ممن يعود أو يفكر بالعودة، أمام عجز أجهزة النظام الأمنية والسياسية عن وضع قراراتها موضع التنفيذ أو محاسبة مجرمي "شبيحته".
 
تجارة مخدرات ومحاسبة واجهات دون الاقتراب من أباطرتها

بعد الانتشار الكبير لحبوب المخدرات في مدينة تلكلخ والتي يتاجر بها عدد كبير من قادة وعناصر المجموعات المسلحة من "العلويين" وتابعين "لحزب الله""، وعدد من شباب مدينة تلكلخ من مؤيدي النظام، قامت قوات النظام بمداهمة منزل "بكر السليم" من شباب مدينة تلكلخ وهو من عائلات مدينة تلكلخ الغنية المؤيدة والداعمة لنظام الأسد وتمت مصادرة كمية كبيرة من الحبوب المخدرة كانت بحوزته للمتاجرة وبيعها للشباب، كما تم إلقاء القبض على "أحمد الحصني" صاحب "صيدلية قيس" بتهمة بيع والاتجار بالمخدرات، وهؤلاء من أبناء تلكلخ "السُنة" المتعاونين والذين يعتبرون الواجهات لشركاء لم ولن تتم محاسبتهم، فلم يتم إلقاء القبض على أي من تجار المخدرات الكبار من  المنتمين"للطائفة العلوية" أو المحسوبين على "حزب الله" في مدينة تلكلخ وريفها.

أوضاع معيشية سيئة ومزرية في تلكلخ وبيع مخصصات المازوت

تشهد مدينة تلكلخ وللسنة الخامسة على التوالي أزمة كبيرة في الحصول على المازوت، ولم يحصل غالبية السكان على مازوت للتدفئة حتى وقت قريب، حيث كان مقرراً أن يتم توزيع (100) لتر مازوت لكل دفتر عائلة فقط لمرة واحدة وبسعر(18500) ليرة سورية، وعلى الرغم من وصول المازوت المخصص للأهالي إلى "كازية الضاني" والتي يضمنها "الحج خالد السليم" –السُني الواجهة- من أهالي مدينة تلكلخ بالشراكة مع "محمد عباس" أبو العباس "العلوي أيضاً" من "قرية عين الخضرا"، إلا أن المخصصات من المازوت تباع للمهربين وقادة المجموعات وللواسطات والمحسوبيات كعادتها، وحال الأهالي حتى اليوم بلا تدفئة سواء على المازوت أو الغاز.

وللغاز أيضاً في تلكلخ أزمته انقطاعاً فلا غاز يوزع منذ مدة حيث تبرر الجهات التابعة للنظام ذلك بحجة نهاية العام وإجراءات الجرد وأن هذه الأزمة ستنتهي مع بداية العام الجديد، ويبقى المتنفذون والمحسوبون عليهم بلا معاناة في الحصول على الغاز كالعادة فلا أزمة إلا على المواطن غير المسنود و"المنتوف"، حتى أن ازدياد ساعات التقنين الكهربائي منع الأهالي من التدفئة على "دفايات" الكهرباء، ومع موجة الصقيع التي تجتاح المنطقة لجأ البعض ممن تمكن من توفير قليل من الحطب، للاستعانة به، وأما من عجز عن توفير أي وسيلة للتدفئة لا يوجد إلا البطانية له ملاذاً ولأولاده، فحصصهم من المازوت تباع أمام أعينهم ولا يجرؤون على الكلام وبدون حسيب أو رقيب.

ولا يبقى للسوريين للعيش بكرامة في مناطق النظام سوى انتظار رحمة الله، والخلاص من "توحش وتغول شبيحة" النظام وأجهزته الأمنية.

ترك تعليق

التعليق