من بينها الميليشيات الطائفية.. أسباب عديدة، لأزمة خبز مستمرة في مدينة حلب


يعمل في مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد في شمال سوريا 77 مخبزاً منها 22 مخبزاً عاماً تحوي لوحدها 27 خط إنتاج يُنتج كلّاً منها 12 طن خبز بشكلٍ يومي، ومع ذلك تشهد المدينة أزمةً حادّةً في توفر مادة الخبر منذ شهور.

قلّة الخبز المعروض في الأفران العامة يُجبر الناس على التزام الطّوابير لساعاتٍ طويلةٍ أمام المخابز العامّة والخاصّة للحصول على ربطة خبز واحدة فقط، كما يدفعهم للجوء إلى بدائل مُنهكة للجيوب منها شراء الخبز من "السوق السوداء" عبر البسطات الشعبية التي تتواجد بجانب الأفران العامّة أو شراء الخبز السياحي المُرتفع الثمن بحسب ما قاله لـ "اقتصاد" السيّد فؤاد الحلبي، مُستثمر مخبز سياحي في حي الشهباء.
 
وأضاف الحلبي أنّ سعر ربطة الخبز في السوق السوداء تصل لثلاثة وأربعة أضعاف السعر الرسمي ويشتريها الناس تجنّباً لشراء الخبز السياحي علماً أنّ سعره يُقارب سعر الخبز العادي في السوق السوداء لكن الأسرة تحتاج منه لكميّة أكبر من الخبز المدعوم.

وتساءل الحلبي "من أين يحصل باعة السوق السوداء على مادّة الخبز طالما تبيعها المخابز (ربطة واحدة لكل مواطن) وفقاً لقانون التقشّف المُتّبع منذ شهور؟"، وهنا لابدّ من التنويه لارتباطٍ ما بين القائمين على المخابز العامّة وأصحاب المخابز الخاصّة مع الباعة في السوق السوداء.

مصادر محليّة في مدينة حلب قالت لـ "اقتصاد" إنّ عدداً كبيراً من المخابز تُغلق في وقتٍ مبكرٍ بسبب نفاذ الكمية "بحسب أقوال أصحابها". وجزمت أنّ جزءً كبيراً من الطحين المُخصّص للمخابز يتم تهريبه لمناطق "قسد" شرقي حلب عبر معبر التايهة، وجزء آخر يتم بيعه لمصانع الحلويات والمخابز السياحية، بسعرٍ يتراوح بين 250 ألف و500 ألف ليرة سورية للطن الواحد، وأكثر من يقوم بهذه العمليات "ميليشيات إيرانية طائفية" تفرض سيطرتها على إنتاج بعض المخابز العامّة منذ دخولها لمدينة حلب عام 2017 وبصرف نظر من جانب الجهات المعنية.

رسمياً تقول وسائل إعلام نظام الأسد أنّ حصّة مدينة حلب من مادّة الطحين يومياً 280 طناً، وأنّ مخبز دير حافر لوحده يُنتج 26 طنّاً من الخبز بشكلٍ يومي، وتُروّج لخطّة ستقوم بها "الجهات المختصّة" لمعرفة أعداد أرغفة الخبز المنتجة عبر وضع عدادات على كافّة خطوط الإنتاح.

في نهاية العام 2018 أكّدت منظمة الأغذية والزراعة "FAO" انخفاص معدل إنتاج القمح في سوريا إلى 1.2 مليون طن بعد أن كان في عام 2011 قريباً لـ 4 مليون طن، ويعتمد نظام الأسد في استيراد مادّة الطحين بالدرجة الأولى على إيران وروسيا التي فتحت له مؤخّراً نافذةً للاستيراد من شبه جزيرة القرم.
 
وتُباع ربطة الخبز المدعوم وزن "واحد كيلو غرام" في المخابز العامّة والخاصّة بـ 50 ليرة سورية، بينما يتراوح سعرها في السوق السوداء بين 150 و 250 ليرة.

انخفاض الإنتاج أو الفساد أو التقصير والهدر كُلّها عناوين للتجارة بلقمة عيش المواطن السوري بدءً من مادّة الخبز التي تُعد الوجبة الرئيسية في طعامه اليومي وإلى مالا نهاية..

ترك تعليق

التعليق