الشمال السوري: طرقات رئيسية مقطوعة، وتوقعات بحصار أريحا والمعرة


أدى الاقتتال الداخلي الذي نجم عن الهجمات التي شنتها "هيئة تحرير الشام" على فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" في ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب وجبل شحشبو بريف حماة الغربي، إلى انقطاع معظم الطرقات الواصلة بين هذه المناطق ومحيطها الخارجي في حين يتوقع البعض تشديد الحصار على هذه المناطق للضغط باتجاه تسليمها لتحرير الشام.

مصادر تحدثت لـ "اقتصاد" حول أزمة خبز بدأت تلوح في قرى جبل شحشبو، كنتيجة طبيعية لقطع جميع الطرق المؤدية من شحشبو إلى سهل الغاب الجنوبي.

الطرق المارة بعقدة العنكاوي في سهل الغاب مقطوعة أيضاً بعد سيطرة "تحرير الشام" على هذه المنطقة الاستراتيجية التي كانت تضم مقرات حركة "أحرار الشام".

إلى ذلك قطع طريق أتوستراد حماة - حلب من خان شيخون حتى معرة النعمان التي تعتبر هدفاً رئيسياً لتحرير الشام، نتيجة وقوعها على الطريق الدولي الذي تسعى الأخيرة لفرض سيطرتها عليه، كمقدمة لفرض نفسها بمثابة الحامي لطرق التجارة في إدلب وريف حلب ومنها الطريقان M4 وM5.

مصادر محلية تحدثت عن قطع الطرق المارة من أريحا ما ينذر باقتراب أزمات في الخبز والمحروقات وتدفق البضائع إلى داخل المنطقة.

مناطق ريف حماة الشمالي لم تشهد تغيرات ملحوظة اقتصادياً، إذ لم يحدث فيها اقتتال. وقد فتح طريق كفرزيتا-الهبيط بعد أن تم إغلاقه لساعات.

وفي حركة خاطفة تمكنت تحرير الشام، يوم الثلاثاء، من السيطرة على العديد من البلدات في جبل شحشبو وسهل الغاب وريف إدلب الجنوبي مثل الهبيط وترملا والدقماق والزقوم والعنكاوي وكوكبا وغيرها من البلدات.

ويتوقع البعض أن تلجأ تحرير الشام إلى فرض حصار خانق على كل من مدينتي أريحا ومعرة النعمان وحدوث مفاوضات لتسليم المدينتين على غرار ما جرى في مدينة الأتارب مؤخراً.

الاشتباكات لا تزال في بدايتها. تحرير الشام تصر على السيطرة على ما تبقى من مناطق نفوذ الجبهة الوطنية للتحرير لاسيما أريحا ومعرة النعمان جراء وقوعهما على طريق التجارة الدولي بينما أعلنت "أحرار الشام" على لسان قائدها العام "جابر علي باشا" أن دخول "تحرير الشام" هذه المناطق لن يكون نزهة متوعداً بصد الهجمات.

ويخشى كثيرون من أزمات اقتصادية كبيرة ستلوح في الأفق، في ظل صراع محموم بين الفصائل، ربما لن ينتهي دون أن يدفع المدنيون الثمن غالياً.

ترك تعليق

التعليق