مقطع فيديو لمشجعي منتخب النظام يثير استياء سوريين في مصر


بعد عدة أيام على انطلاق كأس أمم آسيا بالإمارات العربية المتحدة، وكما كل الدول التي تشهد تواجداً للسوريين فيها، انقسم السوريون بين مشجع للمنتخب "السوري" من باب فصل السياسة عن الرياضة، وبين آخرين اعتبروا المنتخب يمثل النظام السوري ولا يمثل السوريين وأنه منتخب "البراميل المتفجرة"، ويتم استغلاله لتلميع نظام الأسد وإعادة تعويمه.

تحضيرات ما قبل البطولة
 
قبل البطولة بعدة أيام، قامت مجموعة من السوريين في مصر، أطلقوا على أنفسهم اسم "رابطة مشجعي المنتخب السوري"، بحملة تشجيعية لمساندة المنتخب في مناطق متنوعة بمحافظة القاهرة، وذلك عبر فعاليات يقيمونها في كافيهات تنقل المباريات. كما تضمنت الحملة إمكانية شراء قمصان للمنتخب قامت الرابطة المذكورة بشرائها من سوريا، ويبلغ سعر القميص الواحد 12 ألف ليرة سورية، وهو سعر محدد من اتحاد كرة القدم السوري.

 وقد أثار ذلك الإعلان حفيظة عدة سوريين واختلفت آراؤهم بين داعم لهذه الرابطة وبين رافض لها. وكانت التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي مختلفة، وقد كتب أحد المعلقين على منشور الرابطة أنه جاهز مع 10 من رفاقه للتشجيع والحضور، بينما علق آخر "فكرة جيدة ولكن بالوقت الحالي لا نحتاج روابط مشجعين أو عراضات نحتاج معالجة مشاكل التعليم والطبابة والإقامة  للسوريين في مصر".

مقطع فيديو يثير موجة غضب
 
بعد المباراة الأولى للمنتخب "السوري" مع المنتخب الفلسطيني، انتشر مقطع فيديو لأحد المطاعم السورية بمدينة السادس من أكتوبر بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، ويظهر بالفيديو مجموعة من الشبان السوريين يرتدون قمصان المنتخب، ويهتفون له محتفلين، وقد نشر المقطع على صفحة المطعم ليتبعه موجة غضب كبيرة من مجموعة من السوريين المقيمين في مصر واستغراب من المصريين، والسبب بحسب التعليقات "كيف أن سوريين يموتون من البرد بالخيام في المخيمات، وآخرون تملئ احتفالاتهم شاشات الفضائيات العربية، ومواقع التواصل الاجتماعي بمباراة كرة قدم؟!".

آراء متنوعة لسوريين في مصر

لمعرفة مزيد من التفاصيل التقى موقع "اقتصاد" بـ "حسام"، وهو شاب سوري مقيم بمدينة السادس من أكتوبر، وقد حدثنا عن رأيه بالقول: "بالطبع من حق أي مطعم أو مكان تجاري أن يفكر بالفائدة، والربح المادي، ولكن بالوقت الذي يموت أهلنا من البرد بالخيام ويطلق مصريون حملات تبرع لأهلنا في المخيمات، نجد على النقيض هذه الاحتفالات بمباريات كرة قدم، وحتى وصل الأمر بأحد الفرق التطوعية والتي من المفترض هدفها خدمة الناس المهجرة من سوريا، وسبب تهجيرهم هو نظام الأسد، نراه اليوم يقوم بتوزيع هدايا لمن يحضر المباريات وترافقه فرقة موسيقية ويقوم بمسابقات، ويرفع علم نظام الأسد.. فهل هذه الفرق هدفها تلميع الأسد أم خدمة الناس المحتاجة في مصر؟، أليس من الأجدى إرسال ما يجمعونه إلى المخيمات بدل صرفها هدايا مسابقات  على حضور مباراة كرة قدم؟!".

كما التقينا بالسيدة "بيان" وقد حدثتنا عن رأيها بالقول: "الناس تحتاج للفرح بعد كل هذه السنوات من الألم وهذا المنتخب هو من وحد جميع السوريين خلفه، وليس من حق أحد اتهام من يشجعه بأنه لا يشعر بأهلنا بالمخيمات أو بغيرها فالناس تبحث عن الفرح، ومن حق أصحاب المطاعم والمهن الاستفادة من هذه المناسبات مادياً والترويج لها".

كذلك التقينا بالأستاذ "أحمد" وهو من المقيمين في مدينة العاشر من رمضان، وحدثنا: "مؤلم أن نرى أبناء وطننا يموتون تحت الثلج والمطر بمخيمات لبنان والشمال السوري، ونرى سوريين في دول أخرى يرقصون لمنتخب يمثل من قتلهم وهجرهم بحجة فصل السياسة عن الرياضة، ولذلك نحن أيضاً نقول لهم شجعوا وافرحوا واعملوا هذا حقكم، ولكن بصمت وهدوء ودون منشورات تستفز من له أهل وأقارب بهذه الخيام، وأصبحنا نخجل من معاناة أهلنا بالمخيمات وقسم من السوريين هنا همهم مباراة كرة قدم، بدل أن ينشغلوا بجمع ما يستطيعون وإرساله إلى أهلنا في الخيام".



ترك تعليق

التعليق