اقتصاديات.. شكران مرتجى، ماذا تترجى؟!


ذكرتني رسالة الممثلة شكران مرتجى لبشار الأسد والتي تخبره فيها بأن الشعب السوري تعبان من الغلاء وعدم توفر المازوت والغاز والكهرباء وازدياد حالات الفساد والرشوة والمحسوبية، وتطالبه بالتدخل لأنها لا تريد أن تهاجر، ذكرتني بقول صديق لصديق آخر، بأن الناس تقول عنه أنه حمار، لكن هو دافع عنه وأوضح لهم، أنه ظاهرياً يبدو سلوكه كالحمار، لكن فيما لو دخلتم إلى قلبه فسوف تجدونه أبيضاً كالحليب.
 
الرسالة لا تأتي بجديد فيما تعرضه من واقع معاشي مأساوي في سوريا، لكن الجديد في الموضوع هو شكران مرتجى ذاتها، التي لطالما عرفت بتشبيحها للأسد ونظامه، وهي على الأرجح لا تكتب من باب وجعها على الناس، وإنما من باب وجعها على نفسها.. فعلى ما يبدو أن المعاناة وصلت إليها، حتى اضطرت لتسطير هذه الرسالة، وكان الأولى بها لو أنها صادقة بمشاعرها، أن تخاطب سيادته، عندما كانت أشلاء الأطفال تتناثر في الأحياء والمدن السورية، وعندما كانوا ينامون عراة ومشردين في الشوارع والمخيمات.. إلا أنها لم تفعل لأنها لم تكن متضررة.

الرسالة من جهة ثانية، توحي لنا بأن الأوضاع في سوريا وصلت إلى حد لا يطاق، وأن هذا الحد الذي لا يطاق وصل إلى الطبقة الثانية من المقربين من نظام الأسد، والذين كانوا يعتقدون أنهم بمنأى عن الخوف والجزع والتهميش، بفضل وقوفهم إلى جانبه في حربه على الشعب السوري. لكن وعلى ما يبدو أن النظام وهو يعلن انتصاره، بدأ يتخلص من أولئك الذين استخدمهم لمرة واحدة ولم يعد بحاجة لهم..
 
وأخيراً، توجيه الرسائل المباشرة إلى بشار الأسد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت ظاهرة ملفتة في الآونة الأخيرة، وخصوصاً تلك التي تطالبه برفع مظلمة ما، أو شرح سوء حال.. وكأنه أصبح ديوان مظالم.. لكن متى سيدرك هؤلاء أن بشار الأسد هو الظالم..؟!

نعتقد أن شكران مرتجى كادت أن تقولها، وعلى نفس طريقة صديقنا: "يقولون عنك أنك حمار، وأنا أوضحت لهم عكس ذلك".


ترك تعليق

التعليق