الأزمة تضرب الرقة أيضاً.. والأهالي: "رخصولنا المازوت بردنا"


يشتكي أهالي وسكان مدينة الرقة شرق سوريا، من تأخر تنظيم "قسد" المسيطر على المدينة، في توزيع مادة المازوت عليهم، منذ نحو شهرين، على الرغم من حلول فصل الشتاء واشتداد البرد وتدني درجات الحرارة ما زاد من معانتهم.

وذكرت مصادر محلية من مدينة "الرقة" لموقع "اقتصاد"، أنه كان من المفترض أن توزع لجان الأحياء أو ما تعرف باسم "الكومينات" مادة المازوت على الأهالي قبل حلول فصل الشتاء بأيام وبسعر مخفض عما تباع عليه في الكازيات، بحسب ما وعدت به "قسد" الأهالي، إلا أن ذلك لم يتم.
وأفادت ذات المصادر، بأن نسبة كبيرة من السكان ليس باستطاعتهم شراء مادة المازوت من محطات الوقود المتوزعة في المدينة، كون أسعارها لا تتناسب مع قدرتهم الشرائية.

60% من الأهالي لا يستطيعون شراء المازوت من المحطات

ويعاني غالبية سكان مدينة الرقة من أوضاع اقتصادية متردية، وسط انعدام الدخل وقلة فرص العمل، ما اضطرهم للاعتماد على وعود "قسد" ولجانها المختصة في توزيع مادة المازوت اللازمة للتدفئة لتعينهم على فصل الشتاء.

الناشط الإغاثي "أبو نايف" من سكان الرقة أوضح لـ "اقتصاد" تفاصيل ما يعانيه سكان مدينة الرقة فيما يخص مادة المازوت وقال: "إن تنظيم قسد أخبر الأهالي أنه سيتم توزيع 200 لتر مازوت لكل عائلة قبل دخول فصل الشتاء عن طريق (الكومين) أو المختار التابع للمجلس المدني في مدينة الرقة بناء على (قسائم) تم توزيعها للأهالي، إلا أن التوزيع لم يتم لكافة أحياء المدينة".

وتنوي "الكومينات" التابعة لـ "قسد" توزيع مادة المازوت على الأهالي بسعر 55 ليرة سورية للتر الواحد، في حين يباع في محطات الوقود بسعر 150 ليرة سورية.

وقال "أبو نايف": "إن 60% من سكان المدينة ليس بمقدورهم شراء تلك المادة من محطات الوقود بسبب غلاء أسعارها"، لافتاً إلى أن "الفقر" يعم المدينة، على حد وصفه.

وتابع بالقول: "إن الأهالي يلجؤون إلى مدافئ الحطب والملابس القديمة والبلاستك من أجل حرقها والتدفئة عليها"، مشيراً إلى أن المدنيين يشترون مادة الحطب بسعر يتراوح بين 70 أو 80 ليرة سورية، ومن لا يستطيع شرائها يلجأ للبحث عنها في الأراضي أو البحث عن أشجار لقطعها أو محاولة البحث في بقايا الركام والدمار.

وتحدث "أبو نايف" عن انتشار أمراض التهابات الصدر والقصبات والرشح والاحتقان وغيرها من أمراض الشتاء بين الأطفال وكبار السن، جراء الاعتماد في التدفئة على مواد ضارة، مؤكداً أنه وفي حال استمر الوضع في تأخير المازوت أو عدم توزيعها فإن الأمراض ستتفاقم خاصة وأن شتاء هذا العام قاسٍ جداً في محافظة الرقة.

"رخصولنا المازوت بردنا"

ودفعت الظروف التي يعانيها سكان مدينة الرقة جراء تأخر الجهات التابعة لـ "قسد" في توزيع مادة المازوت عليهم، بعدد من الناشطين من سكان الرقة لإطلاق هاشتاغ عبر "فيسبوك "حمل عنوان (رخصولنا المازوت بردنا)، بهدف لفت الانتباه لمناشدات الأهالي وتوفير مادة المازوت لهم بسعر مخفض.

ولاقى "الهاشتاغ" الذي أراد ناشطو مدينة الرقة من خلاله نقل واقع الحال، تفاعلاً من قبل عدد من سكان المدينة، على أمل أن تجد تلك النداءات أي استجابة من سامعي الصوت.

وقال "عبد الزراق أبو محمد" أحد سكان مدينة الرقة: "إن انتشار هاشتاغ (رخصولنا المازوت بردنا) جاء بعد غلاء مادة المازوت بالأسواق الحرة وضعف القدرة الشرائية عند المواطنين".

وأضاف في حديثه لـ "اقتصاد"، أن سعر لتر المازوت في السوق الحرّة 125 ليرة سورية، أما المدعوم فسعره 55 ليرة سورية، في حين أن الأهالي غير قادرين حالياً على شراء تلك المادة بالسعر الحرّ، في حين أن السعر المدعوم يعتبر مقبولاً بل ممتازاً بالنسبة لكثيرين.

ولفت "أبو محمد" الانتباه، إلى أنه تم توزيع مادة المازوت على بعض الأحياء إلا أن الكميات الموزعة هناك والبالغة 200 لتر لكل عائلة لم تكن كافية خاصة في ظل موجة البرد الحالية.

وأعرب "أبو محمد" عن اعتقاده بأن "أزمة المازوت" لن تطول خاصة وأن فصل الشتاء شارف على الانتهاء وقال: "الأزمة لن تدوم وهي في فصل الشتاء فقط".

رغم تأخر التوزيع.. "سادكوب" توضح

وتعد محطة "سادكوب للمحروقات"، بحسب مصادر محلية، والتي يقع مركزها في مدخل مدينة الرقة، المسؤول الرئيس عن توزيع مادة المازوت على أحياء المدينة، في حين يتذرع تنظيم "قسد" بأن سبب التأخر في التوزيع هو من المصدر الرئيس أي من المحطة، الأمر الذي لم يقنع الأهالي معتبرين أنها مجرد حجج واهية.

ولم يصدر عن الجهات الخدمية والمحلية أو لجان الأحياء التابعة لـ "قسد" في مدينة الرقة أي تعليق حول تلك الشكاوى أو الهاشتاغ الذي أطلقه ناشطون بعنوان "رخصولنا المازوت بردنا"، وفق ما أكدته مصادر لموقع "اقتصاد".

إلا أن "مجلس الرقة المدني" التابع لـ "قسد"، نشر عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، في 6 كانون الأول/ديسمبر 2018، تصريحات لموظف في إدارة محطة سادكوب ويدعى "خليل عربو" حول آلية عمل المحطة وتوزيع مادة المازوت على السكان في المدينة.

 وقال "عربو" في حديثه: "نحن نقوم بتوزيع مادة المازوت في محافظة الرقة على الشكل التالي: قمنا بتغطية الريف بشكل كامل ماعدا ريف (الخاتونية) فقط، وفي مركز المدينة قمنا بالتوزيع لمجلس (الطيار والمشلب والرميلة) وبقي لدينا مجلس حي الفرات".

وأضاف: "بالنسبة لسعر المازوت 55 ليرة سورية واصل للمواطن، كما قمنا بالتوزيع على 250 عائلة من ذوي الشهداء بشكل مجاني، كما وزعنا مادة المازوت للأمبيرات بالتنسيق مع بلدية الشعب في الرقة".

 وتابع بالقول: "أمّا بالنسبة لأسطوانات الغاز مخصص لمدينة الرقة نحو11000 اسطوانة بسعر 2500 ليرة واصل للمواطن، في حين كان هناك شكاوى من مادة المازوت بالنسبة للون والرائحة وتم مناقشة الأمور ومعالجة الشكاوى".

وقوبلت تلك التصريحات للإداري في محطة سادكوب "خليل عربو" بتعليقات لاذعة على صفحة مجلس الرقة المدني على "فيسبوك" من قبل عدد من الأشخاص، فمنهم من قال: "شر البلية ما يضحك الشتوية قربت تخلص ولحد اللحظة ما حدا وزع لتر واحد اتقوا الله في هذه المدينة المنكوبة"، وقال آخر: "والله طلعت الشتوية وراح تجي الثانية وما بين علينا المازوت"، وعلّق آخر بالقول: "على الإعلام تعملون الفرات دبس وعلى أرض الواقع ياحسرة".

ترك تعليق

التعليق