الأمطار تحسّن المزاج العام في درعا


شهدت معظم مناطق محافظة درعا منذ بداية موسم الشتاء الحالي، هطول كميات غزيرة من الأمطار، ما أسهم في تحسين المزاج العام، وشجع على تنفيذ الزراعات التقليدية، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، التي يمر بها أهالي المحافظة بعد سيطرة قوات النظام عليها.

وأشار المهندس الزراعي غسان محمد، إلى أن الهطل المطري المبكر أسهم في نمو النباتات الرعوية، ما خفف عن مربي الثروة الحيوانية تكاليف العليقة العلفية، لافتاً إلى أن معظم مربي الثروة الحيوانية توقفوا منذ بداية الشهر الحالي عن تقديم الأعلاف، والمواد الداعمة للثروة الحيوانية، التي يصل متوسط سعر الطن منها إلى نحو 160 ألف ليرة سورية.

وأضاف أن الأمطار الهاطلة، رفدت أيضاً المخزون المائي في المحافظة بكميات كبيرة من المياه، وزادت نسبة التخزين في بحيرة المزيريب والسدود والآبار، ولاسيما آبار مياه الشرب والري الزراعي.

وأشار إلى أن الأمطار التي شهدتها المحافظة، ساهمت أيضاً في توقف الاعتماد على مياه الشرب في عمليات ري بعض المحاصيل الزراعية، والأشجار المثمرة، الأمر الذي ساعد على وصول مياه الشرب الكافية إلى أغلب مناطق المحافظة، وخفف عن كاهل الأهالي شراء مياه الشرب من الصهاريج الزراعية، والتي وصل سعر المتر المكعب منها إلى نحو 1000 ليرة سورية.

وقال: "إن كميات الأمطار الهاطلة بغزارة، أسهمت في غسل الأشجار من الأتربة والأوساخ والمواد الضارة العالقة فيها، والناتجة عن العمليات العسكرية التي شهدتها المناطق".

وأوضح أنه وفقاً للمعطيات والمؤشرات العامة، التي أوردها مزارعون خبراء وفنيون زراعيون، فإن حالة المحاصيل العامة في المحافظة، تبدو جيدة، رغم تراجع المساحات المزروعة؛ نتيجة الظروف الأمنية، التي مرت بها المحافظة خلال فترة فلاحة الأرض وتهيئتها للزراعة، مؤكداً أن الكميات الهاطلة حتى الآن، تبشر بموسم زراعي جيد لكافة المحاصيل الزراعية، فيما إذا بقيت درجات الحرارة عند معدلاتها المعتادة ولم يداهمها الصقيع.

وأضاف أن كميات الأمطار الهاطلة في بعض مناطق الاستقرار في المحافظة، تجاوزت النسب الهاطلة في مثل هذا الوقت من الأعوام السابقة بكميات كبيرة، وهو مؤشر مبشر بمحصول جيد.

من جهته أكد المزارع عبدالله اليوسف، 50 عاماً، أن الأمطار مشجعة هذا العام، وهي بشكل عام أفضل من العام الماضي، سواء لجهة الغزارة أو لجهة توزعها واستمراريتها، موضحاً أن الأمطار التي تعتبر مفيدة للمحاصيل الحقلية وللأشجار المثمرة هي الأمطار التي تسقط على فترات متقاربة، وتتزامن مع مراحل نمو النبات وتطوره.

وحول الزراعات الحقلية أشار "أبو معين"، 60 عاماً، وهو مزارع قديم، إلى أن هذه الكميات مناسبة جداً لزراعة القمح بجميع أنواعه، كما أنها مفيدة لنمو المحاصيل الصيفية، لكنه أردف أن الكثير من المزارعين في ريف درعا الغربي، لم يتمكنوا حتى الآن من زراعة أراضيهم؛ بسبب عدم توفر بذار القمح في المنطقة، نتيجة تعفيشها من قبل قوات النظام.

ولفت إلى أنه بحث عن البذار في عدة مناطق في المحافظة، ولم يجد بغيته مبيناً أن سعر طن القمح يواصل ارتفاعه المحموم حيث ارتفع من 215 ألف ليرة قبل أسبوعين، إلى 300 ألف ليرة سورية وهو غير متوفر.

وطالب الجهات ذات العلاقة بتأمين البذار للمزارعين، لتمكينهم من زراعة أراضيهم، قبل أن ينتهي موسم زراعة القمح، الذي ينتهي مع نهاية الشهر الحالي.

وحول الصعوبات التي يعاني منها المزارعون، أشار إلى أن من أهم الصعوبات، التي تواجه المزارعين في المحافظة، هي عدم توفر مستلزمات الإنتاج الضرورية، من بذار وأسمدة ومواد مكافحة، وارتفاع أسعارها إن وجدت، إضافة إلى عدم وجود مشتقات نفطية لتشغيل الآلات الزراعية، وصعوبات تتعلق بتسويق الإنتاج الزراعي.

مصادر مديرية زراعة درعا، أشارت إلى أن كميات الهطل المطري خلال الموسم الحالي تدعو إلى التفاؤل وهي جيدة مقارنة مع الكميات الهاطلة في مثل هذا الوقت من العام الماضي، الأمر الذي شجع المزارعين على الاستمرار في تنفيذ الخطة الزراعية الموضوعة للموسم الحالي.

وأشارت المصادر إلى أن خطة زراعة القمح المروي والبعل تشمل نحو 80 ألف هكتار، بينما تشمل خطة زراعة الشعير نحو 28 ألف هكتار، نفذ منها حتى الآن في جميع أرجاء المحافظة نحو 80 بالمئة.

وأضافت المصادر أن الخطة الزراعية للموسم 2018- 2019 تشمل أيضاً نحو 22 ألف هكتار من الحمص، وحوالي ألف هكتار من البطاطا، و2900 هكتار من البندورة، ونحو 600 هكتار من البطيخ، و150 هكتار من التبغ ونحو 1500 هكتار من الخضار المتنوعة.

ويسعى فلاحو محافظة درعا بعد توقف العمليات العسكرية في مناطقهم إلى العودة إلى أراضيهم وممارسة أنشطتهم الزراعية التي تعد من أهم مصادر الدخل لنحو 30 بالمئة من أهالي المحافظة.

ترك تعليق

التعليق