حلب "تئن" في مواجهة البرد


"الحرب أسهل من الواقع الذي نعيشه، الحرب أسهل من مواجهة مافيا الفساد، المساومة وصلت حتى لقمة العيش"، هكذا وصف الإعلامي الموالي للنظام السوري، رضا الباشا، الحال المعيشي في مناطق النظام عموماً، وفي مدينة حلب، خصوصاً، والتي ينحدر "الباشا" من ريفها، وذلك في شريط مصور بثه على صفحته الشخصية في "فيسبوك".

ويتابع "الباشا"، العامل في قناة "الميادين"، ملقياً باللائمة على حكومة النظام، "لا كهرباء ولا غاز ولا مازوت ولا حليب أطفال ولا خبز، وفوق كل ذلك التهريب مستمر والبضائع التركية تغزو حلب، والآلاف من المعامل أغلقت".

وأردف ساخراً: "محافظة حلب التي يقطنها حوالي 3 ملايين، مخصصاتها من أسطوانات الغاز 4000 أسطوانة يومياً"، وعلق "لا يكفي هذا العدد للعسكر وقطع الجيش في المدينة".

وغاضباً أضاف "البعض يطالبنا بعدم مناشدة السيد الرئيس، هل نناشد أردوغان أو حمد، أنا مواطن عند مين (...)سيادة الرئيس دبحونا، حتى خبز ما في، بسبب حجة إن ما في خميرة".

من جانبه، أكد أحد أصحاب ورش الخياطة في مدينة حلب لـ"اقتصاد" أنه توقف عن العمل في ورشته بحي شارع النيل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وارتفاع سعر مادة المازوت اللازمة لتشغيل المولدات.

وأوضح طالباً عدم ذكر اسمه، أن سعر ليتر المازوت الواحد وصل في حلب إلى 400 ليرة سورية، بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي بالكامل.

وبيّن أن الورشة التي يديرها تشغّل سبعة عمال، كل منهم مسؤول عن إعالة أسرة، وهؤلاء حرموا من مدخولهم الشهري، على حد تأكيده.

بدورها، أوضحت السيدة "علياء" المقيمة في حي الشعّار أنها لم تستطع تأمين حتى مادة "الكاز" لتشغيل "الببور" للطبخ، وأضافت لـ"اقتصاد": "عبنمشي حالنا بالنواشف، بس الأكل مو شي قدام البرد".

وأكدت لـ"اقتصاد" أنها لم تستطع التسجيل على أسطوانة غاز في "حي صلاح الدين" بسبب الزحام الشديد، رغم ذهابها ليومين على التوالي، وعلقت ساخرة "سابقاً نقف في دور للحصول على جرة، أما الآن فعلينا الوقوف مرتين على الدور، واحدة عند المختار للتسجيل، وثانية لتسلم الجرة".

وعن سعر الأسطوانة أوضحت، أن هناك فارق كبير بين سعر السوق السوداء التي تتراوح فيها ثمن الواحدة ما بين 8000- 9000 ليرة سورية، وبين السعر الرسمي المحدد بـ2500 ليرة سورية.

وأشارت إلى أن التعليمات الجديدة تنص على أن يسمح للعائلة الواحدة بالتسجيل على أسطوانة غاز في كل 20 يوماً بدلاً من 15 يوماً في السابق.

وكانت "علياء" تعتمد على الغاز للتدفئة، تقول: "الآن لا وسيلة لدينا للتدفئة أنا وأطفالي غير الأغطية"، تردف بحرقة "لكن البرد يشتد، وأخشى على الأطفال من المرض".

ترك تعليق

التعليق