احتجاجات المؤيدين: هل هي فقاعة استخباراتية؟، أم "طفح الكيل"؟


كثرت في الآونة الأخيرة الشكاوى والمناشدات للأسد من قبل الموالين، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية في المدن الخاضعة لسيطرة النظام، وغياب الخدمات والمحروقات للتدفئة وبعض السلع الرئيسية مثل حليب الأطفال، في ظل موجات من البرد تسود المنطقة.

 وسرعان ما اكتسحت موجة الاستياء والتذمر من نقص الخدمات، التي بدأتها الممثلة شكران مرتجي، مواقع التواصل الاجتماعي، لينضم إليها عدد من الموالين من أمثال أيمن زيدان، وبشار إسماعيل، وإمارات رزق، والإعلامية ماجدة زنبقة، ورضا الباشا، والقائمة تطول.

 وعلى الرغم من مشروعية المطالب التي تعبر عن واقع الحال في تلك المناطق، إلا أن عدداً كبيراً من المعارضين شككوا في نوايا هؤلاء، ملمحين إلى وقوف جهات استخباراتية خلفها، ومنهم الناشط السياسي، نبيه السيد علي، الذي اعتبر أن ما يسجل من شكاوى ضمن الأوساط الموالية، جزء من سياسة قديمة اتبعها النظام السوري منذ عقود.

ورأى في حديثه لـ"اقتصاد" أن "اتساع الظاهرة يعني أن النظام مقدم على إجراءات مدروسة ضمن سياق إعادة تأهيله، محلياً وخارجياً وإقليمياً ودولياً"، واصفاً مواقف الفنانين والمشاهير الموالين بـ"الفقاعة المصطنعة".

وقال السيد علي، إن المتوقع أن يتم تنفيس هذه الأزمة (الغاز، الكهرباء، حليب الأطفال)، بـ"مكرمة رئاسية" استجابة للمطالب الشعبية، ليكسب الأسد المزيد من الحاضنة الشعبية، إلى جانب تشجيع المهجرين قسراً على العودة الطوعية، وكل ذك سيصب في إعادة تأهيل الأسد.

وعلى المنوال ذاته، ذهب الفنان والكاتب الصحفي، عبد القادر منلا، إلى اعتبار أن الغضب بين المؤيدين شكل آخر من أشكال إعلان الولاء للأسد والتأكيد عليه، موضحاً أن "الموالي يتهجم على الظواهر بوصفها ظواهر ولا يهاجم مسببها، ويهاجم الأشخاص الذين يعرف تماماً أنهم لا حجم لهم ولا وزن، بل إن مهاجمتهم تساعد المتسبب الرئيسي وتعطيه صكاً بالبراءة".

 وأضاف الدكتور منلا لـ"اقتصاد" أن "الموالين لا يعرفون الغضب من السلطة وإنما يغضبون على بعض المحسوبين على السلطة تقرباً من السلطة وكنوع محدث من أنواع التشبيح العصري".

واستطرد قائلاً "الذي لم ينزعج ويشتكي على أبناء بلده، وهم يتعرضون للقصف والموت، لن ينفعه التباكي على نقص الخدمات، لأنه في هذه الحالة سيظهر على أنه ممثل وليس فناناً".
 
وأنهى منلا بقوله "الشبيحة لما بيعارضوا بيكون قصدهن التقرب من السلطة والتأكيد على الولاء أكثر من السابق".

وبموازاة ذلك دعا معارضون وسياسيون، مؤسسات المعارضة إلى إعلان تضامنها مع السوريين في مناطق النظام، معتبرين أن على هذه المؤسسات أن لا تفرق بين مواطن سوري وآخر، حسب مكان الإقامة.

وهو ما أكد عليه مصدر من جامعة حلب، موضحاً لـ"اقتصاد" أن الاستياء الشعبي في مناطق النظام وصل ذروته، داعياً إلى الأخذ بالحسبان بأن من يعاني من نقص الخدمات هم السوريون البسطاء، وليس النظام وأركانه.

وقال المصدر، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن "النظام عبر إعلامه يروج أنه معنيٌ بشأن كل السوريين بما فيهم السكان في المناطق الخارجة عن سيطرته، وحري بالمعارضة أن تكون حريصة على وحدة السوريين أكثر من النظام الذي لا يهمه إلا البقاء في السلطة"، على حد قوله.

ترك تعليق

التعليق