متظاهرون يشتبكون مع الشرطة في السودان مع اتساع الاحتجاجات ضد البشير


قال شهود إن محتجين يلقون الحجارة اشتبكوا مع قوات الأمن السودانية في العاصمة الخرطوم يوم الخميس وأفادت تقارير بمقتل طفل وطبيب في بداية أسبوع خامس من الاحتجاجات ضد حكم الرئيس عمر حسن البشير المستمر منذ 30 عاما.

واندلعت الاحتجاجات أيضا في ست مدن أخرى في بعض من أوسع الاضطرابات نطاقا منذ اندلاع المظاهرات في 19 ديسمبر كانون الأول. وقالت لجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بالمعارضة إن طبيبا وطفلا قتلا متأثرين بإصابات من طلقات نارية خلال أعمال العنف.

وتجمع مئات المحتجين أمام مستشفى خاص مرتبط بالحكومة في حي بري بالخرطوم حيث قال نشطاء إن الاثنين توفيا متأثرين بجراحهما. وامتدت الاحتجاجات حتى الساعات الأولى من يوم الجمعة وأظهرت مقاطع فيديو المتظاهرين يرددون هتاف "حرية".

ولم ترد الشرطة حتى الآن على طلب للتعليق على ما تردد عن سقوط قتلى.

واندلعت الاحتجاجات ضد ارتفاع الأسعار ونقص السيولة النقدية لكنها تحولت سريعا إلى مظاهرات ضد البشير.

وقال شهود إن قوات الأمن السودانية في حي بري بالخرطوم أطلقت الأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع وطاردت المتظاهرين بالهراوات في أعنف الاشتباكات التي وقعت خلال اليوم. وتعرض بعض المتظاهرين للاختناق بسبب الغاز المسيل للدموع وأصيب البعض الآخر من الأعيرة المطاطية في حين تعرض آخرون للضرب.

وقال شهود إن مئات من الشبان والفتيات أغلقوا الشوارع والأزقة بالإطارات المشتعلة. ورشق البعض رجال الشرطة بالحجارة. وردد كثيرون هتاف "يسقط بس" الذي أصبح مطلبا للمتظاهرين لإرسال إشارة بأن مطلبهم الوحيد هو سقوط البشير.

وقال شهود إن المتظاهرين كانوا يسخرون أيضا من قوات الأمن بإطلاق صيحات الاستحسان كلما أصاب متظاهر أحد رجال الأمن بحجر.

وأظهر بث حي نشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت منه رويترز قوات الأمن تصوب أسلحتها على المتظاهرين في حي بري. وأمكن سماع أصوات أعيرة نارية.

وفي التسجيل المصور صرخ أحد المتظاهرين قائلا "لماذا تطلق النار؟" في حين كان متظاهرون الذين وضع بعضهم أقنعة للحماية من الغاز المسيل للدموع يحاولون الاحتماء من الطلقات.

ولم يتضح إن كانت الطلقات المستخدمة أعيرة نارية أم طلقات مطاطية. وحمل متظاهرون رجلا يبدو أنه أصيب وعلى قميصه بقع دماء بعيدا.

وقال أحد المحتجين لرويترز "هناك أشخاص يطلقون علينا النار... إنهم يطلقون الرصاص المطاطي".

وأضاف أنه شاهد خمسة أشخاص يسقطون على الأرض لكنه قال إنه غير متأكد إن كانوا أصيبوا بالرصاص المطاطي أم بذخيرة حية. وتابع أنه شاهد أيضا بضعة أشخاص مصابين يُحملون بعيدا. ومضى يقول إن قوات الأمن أغلقت المنطقة مما حال دون وصول المصابين إلى المستشفيات.

وبدلا من ذلك تلقى هؤلاء المصابين العلاج في غرفة طوارئ مؤقتة داخل أحد المنازل. وقال ثلاثة شهود إنه في إحدى المراحل اقتربت قوات الأمن من هذا المستشفى الميداني وأطلقت الغازات المسيلة للدموع داخله أثناء علاج المصابين.

ولم يتسن حتى الآن الاتصال بمتحدث من الشرطة للتعليق على روايات الشهود بشأن الاشتباكات في حي بري.

وقال شهود إن مئات تظاهروا أيضا في القضارف وعطبرة وبور سودان والدويم وأم درمان والأبيض مما دفع قوات الشرطة لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.

واستخدمت بعض القوات الذخيرة الحية في بعض الأوقات لتفريق المتظاهرين. ويبلغ عدد القتلى الرسمي 24 شخصا بينهم اثنان من أفراد الأمن. لكن منظمة العفو الدولية تقول إن أكثر من 40 شخصا قُتلوا.

وأنحى البشير باللائمة في الاحتجاجات على "عملاء" أجانب وقال إن الاضطرابات لن تقود إلى تغيير الحكومة متحديا معارضيه بالسعي إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع.

وقالت ميشيل باشليه مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الخميس إنها منزعجة للغاية من التقارير الواردة عن الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن السودانية.

وأضافت "أنا قلقة للغاية من التقارير الواردة عن الاستخدام المفرط للقوة بما في ذلك الذخيرة الحية من جانب قوات الأمن السودانية... على الحكومة ضمان أن تتعامل قوات الأمن مع الاحتجاجات بما يتسق مع الالتزامات الدولية للبلاد بحقوق الإنسان بتسهيل وحماية الحق في التجمع السلمي".

وانزلق السودان إلى أزمة اقتصادية منذ استقلال الجنوب في عام 2011 واستئثاره بجزء كبير من موارد البلاد النفطية.

ويسعى البشير إلى حذف السودان من قائمة الدول التي تعتبرها واشنطن راعية للإرهاب وتشمل سوريا وإيران وكوريا الشمالية.

ويقول خبراء اقتصاديون إن إدراج الخرطوم على هذه القائمة حال دون تدفق الاستثمارات والمساعدات المالية التي كان يأمل السودان في تلقيها حين رفعت الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على البلاد عام 2017.

وقالت وكالة الأنباء السودانية إن معدل التضخم بلغ 72.94 في المئة في ديسمبر كانون الأول ارتفاعا من 68.93 في نوفمبر تشرين الثاني.

ترك تعليق

التعليق