"الترفيق" ما يزال مستمراً على أطراف السويداء


على امتداد الطريق الواصل بين محافظة السويداء "جنوبي سوريا" والعاصمة دمشق، تحضر العديد من الحواجز التابعة لفروع نظام الأسد الأمنية والفرقة الرابعة ودوريات جوّالة تابعة لإدارة الجمارك.

أصحاب وسائقي شاحنات نقل البضائع أكثر المتضررين من الحواجز، حيث يتم فرض ضريبة مزاجية غير محدّدة على البضائع الواردة لأسواق المحافظة تبدأ من 5 آلاف ليرة سورية وتصل لـ 50 ألف ليرة.

اعتصامات عديدة نفّذها أبناء السويداء العام الماضي معبّرين عن رفضهم لظاهرة "الترفيق" كانت نتيجتها مداولة الأمر في مجلس الشعب لدى النظام وأدّت لسحب العديد من الحواجز الأمنية المشهورة "بالترفيق"، وأُلغي "الترفيق" كظاهرة، لكن في واقع الحال بقي بأسلوب مختلف حيث أنّ عشرات الحواجز ما زالت حاضرةً في أطراف المحافظة تُمارس السرقة والنهب بحق العابرين تجّاراً وأفراداً.

السيد "ج، ل" أحد التجّار في محافظة السويداء قال لـ "اقتصاد" إنّه أصبح عاطلاً عن العمل بسبب الابتزازات والاستفزازات التي كان يتعرّض لها أثناء مروره عبر حواجز النظام.

وأضاف، أنّ العمل لصالح "تنظيم الدولة" من أخطر التهم التي تُلفّق بحق التجّار والمارّين عبر الحواجز في حال لم يدفعوا الغرامة التي تُحدّد وفقاً لمزاجيّة الضابط المناوب، منوّهاً أنّ دوريات إدارة الجمارك الجوّالة لا تقل غرامتها عن 25 ألف ليرة سورية أو يتم مصادرة البضائع زوراً وبهتاناً على أنّها غير مطابقة للمواصفات أو مجهولة المصدر.

وأكّد مُحدّثنا أنّ ذات البضائع التي يُصادرها عناطر النظام تُباع في أسواق المحافظة من قبل تجّار متعاونين مع ضباط الحواجز، وهم لا يكترثون إطلاقاً لمتاعب التجّار أثناء تأمينهم البضائع التي من الصعب توفيرها في ظل الظروف الاقتصادية الأخيرة.
 
وبحسب التاجر فإنّ حواجز "الترفيق" السابقة كانت تُدار من "شركة الحصن" لصاحبها "مازن الصبان" صديق "بشار الأسد"، وبعد إلغائها أخذت بقيّة الحواجز دورها في الابتزاز مؤكّداً أنّه لا يُمكن التهرّب من دفع ضريبة إدخال البضائع باختلاف أصنافها لأسواق المحافظة بسبب استفزاز عناصر الحواجز لأصحابها وتلفيق التهم المختلفة بحقّهم.

مصادر أهلية في السويداء أكّدت لـ "اقتصاد" أنّ الضرائب والغرامات غير الشرعية التي تدفع لضباط الحواجز عنوةً تساهم في رفع سعر المواد أكثر من 25% بأسواق المحافظة ويتأثّر بها المستهلك بدرجة كبيرة في ظل موجة الغلاء غير المسبوقة التي تشهدها كافّة المناطق السورية وفقدان أكثر المواد الرئيسية.

 ورصد "اقتصاد" أسعار بعض المواد الأساسية في أسواق السويداء حيث يُباع كيلو البطاطا بـ 425 ليرة سورية، وكيلو الكوسا 850 ليرة، الموز 600 ليرة، التفاح 450 ليرة، العنب 900 ليرة، السبانخ 225 ليرة، البندورة 400 ليرة، الخيار 460 ليرة، باذنجان 500 ليرة، الفاصولياء 700 ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق