بالآبار وجثث شهداء المقاومة.. هكذا يبتز النظام جنوب دمشق


ضمن سياسة التضييق على الأهالي في بلدات يلدا، وببيلا، وبيت سحم، بجنوب العاصمة دمشق، أبلغ مسؤولو النظام قبل أيام  لجان المصالحة في البلدات، حزمة من القرارات، منها فرض مبلغ نصف مليون ليرة على كل شخص قام بحفر بئر ماء خلال السنوات الماضية في الفترة التي كانت تسيطر فيها فصائل المقاومة السورية. وفي حال عدم مقدرة الشخص على دفع المبلغ، عليه ردم البئر فوراً.

واجتمعت لجان المصالحة مع الأهالي بعد مناداتهم عبر مكبرات الصوت وإبلاغهم بهذه القرارات، وإعطاء مهلة لأصحاب العلاقة مدة ١٥ يوماً لتنفيذها، وفي حال لم يتم تنفيذها سيتعرض صاحب العلاقة للاعتقال، وذلك بحسب ما قاله مصدر محلي لـ"اقتصاد".

"اقتصاد" تحدث مع أحد أهالي في بيت سحم، رفض الكشف عن اسمه لدواع أمنية، فقال: "أنا من بين الأشخاص الذين أُبلغوا بالقرار. حقيقة لا أعلم ماذا أفعل ليس بمقدرتي دفع المبلغ أو إغلاق البئر، ولا سيما أنه كلفني ما يقارب 200 ألف سورية، أي ما يقارب 400 دولار, إضافةً إلى أنني أعتمد عليه بشكل رئيسي في تعبئة خزانات المياه ويخفف عني بعض مصاريف المنزل".

وأضاف: "لم نتوقع أن معاملة النظام معنا ستكون على هذه الشاكلة. قبيل الاتفاق الذي جرى في البلدات في شهر أيار/ مايو من العام الفائت كان الكلام الذي قالته لنا لجان المصالحة مختلفاً تماماً عما يحدث الآن في بلدات جنوب دمشق من اعتقال وفرض ضرائب وسحب الشباب للخدمة العسكرية وإهمال البلدات خدمياً بشكل تام، من كهرباء وماء ومحروقات وغيرها الكثير".

وبذات السياق أيضاً فرض النظام مبلغ نصف مليون ليرة على كل عائلة لديها ابن "شهيد"، ممن سقط أثناء القتال إلى جانب المقاومة السورية قبيل سيطرة النظام، ودُفن بالمقابر في البلدات الثلاث.

وقال مصدر محلي في حديث خاص لـ "اقتصاد" بأن القرار سيشمل كل عائلة مقيمة في بلدات (يلدا، ببيلا، بيت سحم) لديها شخص مدفون بالمقابر من عناصر المقاومة السورية فقط. ولا يشمل ذلك المدنيين الذين قُتلوا بالقصف أو غيره. وفي حال لم يتم دفع هذا المبلغ سيتم إخراج الجثة من المقبرة.

محدثنا قال بأن هذا القرار أثار حالة من الغضب والاستياء بين أهالي البلدات، على إثرها تم تشكيل لجنة للاجتماع مع مسؤولي النظام لإلغاء هذا القرار، دون معرفة أي تفاصيل إضافية.

وتشهد بلدات جنوب دمشق حالة من الإهمال من قبل قوات النظام حيث فرضت قيود جديدة على قاطني المناطق، ومُنعوا من  إدخال كميات كبيرة من الغاز, إلى جانب قطع الكهرباء والماء لساعات طويلة الأمر الذي أثار حالة من الغضب والاستياء بين الأهالي. كما وشهدت المنطقة حملة اعتقالات واسعة طالت عدة شباب متخلفين عن الخدمة العسكرية.

ترك تعليق

التعليق