نظام الأسد يوجه صفعة بنكهة تجارية لنظيره السوداني


اعتذرت حكومة نظام الأسد عن المشاركة في معرض الخرطوم الدولي، لهذا العام، في خطوة توحي بانحسار التقارب بين نظامي الأسد والبشير.

وتعرضت حكومة النظام السوداني لإحراجٍ جراء اعتذار نظام الأسد وحكومات دول أخرى عن المشاركة في المعرض الدولي الذي تشهده العاصمة السودانية، سنوياً، في وقتٍ تشتد فيه الاحتجاجات في البلاد.

ونفت الحكومة السودانية أي صلة بين الوضع السياسي المتدهور في البلاد، وبين اعتذار دول عن المشاركة في معرض الخرطوم.

ويبدو أن نظام الأسد لم يجد ضرورة لرد الجميل للبشير الذي كان أول زعيم عربي يفك العزلة العربية عن رأس النظام بدمشق.

ومن غير الواضح بعد، أسباب اعتذار حكومة النظام السوري عن المشاركة في المعرض التجاري السنوي بالخرطوم.

 وكانت حكومة النظام حريصة على المشاركة في أي معرض تجاري أو استثماري، في أي بلد، بغية فك العزلة عنها.

وهي خطوة تطرح الكثير من التساؤلات: هل يعتقد نظام الأسد أن الاحتجاجات في السودان قد تطيح بالبشير، وبالتالي، لا داعي لمواصلة "الغزل" الرسمي معه؟، أم أن النظام السوري لم يحصل على ما أراد جراء زيارة البشير، إذ تم تطويق مساعي فك العزلة العربية عنه، نسبياً، بعد أن فرملتها مصر وقطر كذلك، في مواقف رسمية ترفض عودة النظام إلى جامعة الدول العربية بصورة عاجلة؟، أم أن البشير لم يستجب لمطالب قدمها الأسد له، وتتعلق بسوريين مقيمين على أراضي السودان؟

تبقى أسئلة معلقة، قد تتطلب وقتاً للإجابة عليها، لكن من المؤكد أن خطوة نظام الأسد بالاعتذار عن حضور مؤتمر الخرطوم الدولي، والتي تمثل صفعة للنظام السوداني، تحمل دلالات سياسية أبعد من الجوانب الاقتصادية والتجارية.

يُذكر أن دولاً أخرى اعتذرت عن حضور المؤتمر بالخرطوم، إلى جانب حكومة النظام السوري، من بينها البرازيل.

وتنطلق فعاليات المؤتمر يوم الاثنين، وتستمر حتى 28 كانون الثاني/يناير الجاري.

وقللت الحكومة السودانية من حدث اعتذار عدة دول عن المشاركة بالمعرض. ورفضت ربطها بالوضع السياسي الراهن في البلاد، والتي تشهد احتجاجات شعبية منذ الشهر الماضي، أسفرت عن سقوط 40 قتيلاً حسب منظمة العفو الدولية.

وأشار مدير عام الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحرة، يوسف محمد كرار، إلى مشاركة 15 دولة من دول الاتحاد الأوروبي في المعرض لأول مرة من بينهم هولندا وفرنسا وبريطانيا، حسب وكالة "الأناضول" التركية.

ويشارك في المعرض هذا العام 500 شركة محلية وعالمية.

وانطلق معرض الخرطوم الدولي للمرة الأولى عام 1978، وهو معرض تجاري سنوي تقيمه الحكومة السودانية، ويتم فيه عرض قطاعات واسعة من المنتجات والخدمات وفرص الاستثمار.



ترك تعليق

التعليق