ظاهرة لم تشهدها درعا منذ 20 عاماً.. في مخزونها المائي


تسببت الأمطار الهاطلة في محافظة درعا خلال الأيام القليلة الماضية، وتلاحق المنخفضات الجوية التي شهدتها المنطقة، بارتفاع نسب التخزين المائي في بحيرة المزيريب، والسدود المنتشرة في مناطق درعا؛ وذلك على غير العادة في ظاهرة لم تشهدها المحافظة منذ أكثر من 20 عاماً مضت.

وأشار شهود عيان من بلدة المزيريب، إلى أن "بحيرة المزيريب" الطبيعية التي كانت قد شهدت انخفاضاً كبيراً في مخزونها المائي خلال العام الماضي هدد بجفافها، عادت هذا الموسم إلى سابق عهدها، وتجاوزت نسبة التخزين فيها حدها الأعظمي.

ولفت المهندس الزراعي صلاح الدين المحمود، إلى أن السبب في ارتفاع نسب التخزين في بحيرة المزيريب؛ يعود إلى ارتفاع غزارة الهاطل المطري في المحافظة، ورفد الينابيع المغذية للبحيرة بكميات هائلة من المياه بصورة متلاحقة، إضافة إلى توقف الاعتماد على مياه الآبار المحيطة بها، في عمليات الري الزراعي خلال هذه الفترة من السنة.

وأكد المحمود أن ارتفاع نسب التخزين في بحيرة المزيريب، يبشر بموسم سياحي جيد، وبعودة مصادر الرزق لعدد من أصحاب الزوارق وصيادي الأسماك، سيما وأن المحافظة بدأت تشهد حالة من الأمان التدريجي، بعد توقف المعارك فيها منذ آب الماضي، ودخول مناطق المحافظة في تسويات ومصالحات مع النظام، الذي استعاد السيطرة على كامل الجنوب السوري بضمانات روسية.

وأضاف المحمود أن كميات الأمطار الهاطلة، زادت أيضاً في نسب التخزين المائي في جميع سدود المحافظة، وفي المسطحات المائية وتسببت في سيلان الجداول المائية والاقنية المغذية للسدود، ما سيؤمن استثمار مساحات كبيرة من الأراضي المحيطة بها، بالزراعات الصيفية وعودة تربية الأسماك إلى السدود، بعد انقطاع استمر نحو 8 سنوات بسبب الظروف الأمنية.

مديرية الموارد المائية وهي الجهة الرقابية المعنية بواقع السدود في درعا، أشارت في تصريحات صحفية لها مؤخراً، إلى أن حالة السدود جيدة، رغم حاجتها لعمليات صيانة دورية.

ولفتت مصادر الموارد المائية، إلى أن نسب التخزين في بعض السدود وصلت إلى حدها الأعظمي، كـ "سد تسيل" الذي يتسع في حده الأعظمي لنحو 7 مليون متر مكعب من المياه وسد "غدير البستان" الذي يتسع إلى نحو 6 مليون متر مكعب حيث تناقل ناشطون صوراً للمياه وهي تتجاوز بحيرة السد إلى الأراضي المحيطة.

وتحتوي محافظة درعا نحو 16 سداً تخزينياً، يتركز معظمها في المنطقة الغربية من المحافظة، وتبلغ طاقتها التخزينية أكثر من 90 مليون متر مكعب من المياه، كما تحتوي نحو 15 محطة ضخ مغذية لشبكات الري تروي بمجموعها أكثر من 9000 هكتار من الأراضي الزراعية.

وقد شهدت المحافظة خلال السنوات الثماني الماضية تراجعاً كبيراً في المخزون المائي، هدد بحيرة المزيريب وسد درعا بالجفاف؛ وذلك بسبب الظروف الطبيعية وقلة الهاطل المطري، والاستخدام الجائر للمخازين المائية، وحفر الآبار العشوائية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

وتعتبر محافظة درعا من المحافظات الزراعية في سوريا، وتشتهر بزراعة القمح والشعير، والخضار كالبندورة والبطاطا والزراعات التكثيفية، وتؤمن كميات كبيرة من الخضار للاستهلاك المحلي في المحافظة وللمحافظات السورية.

ويعمل في القطاع الزراعي نحو 30 بالمئة من أبناء المحافظة، لكن هذه النسبة تراجعت خلال السنوات الماضية؛ بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدتها سوريا؛ لتعود وترتفع من جديد مع عودة بعض المهجرين واللاجئين إلى ديارهم بعد انحسار المعارك وتحسن نسبي في الأوضاع الأمنية.

ترك تعليق

التعليق