الرئيس السوداني يزور قطر وسط اضطرابات


 يتوجه الرئيس السوداني عمر البشير إلى قطر، الدولة الخليجية الصغيرة الغنية التي عرضت عليه المساعدة في الوقت الذي يواجه فيه احتجاجات بدأت أولا بسبب الأوضاع الاقتصادية لتتحول فيما بعد الى دعوات بتنحيه.

قالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية ان البشير، الذي يحكم البلاد منذ عام 1989، سيلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان، لمناقشة "العلاقات الأخوية وسبل تعزيزها".

أفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية بأن البشير غادر عن العاصمة السودانية، الخرطوم، اليوم قائلة إنه سيناقش مع الشيخ تميم العلاقات الثنائية والجهود المبذولة لتعزيز السلام في دارفور، وهي منطقة تقع غرب السودان وسحقت قوات الأمن فيها تمردا بوحشية. والبشير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية في دارفور.

لم تذكر وكالتا الأنباء أي تفاصيل أخرى، لكن حاكم قطر أعرب في مكالمة هاتفية مع البشير في 22 ديسمبر / كانون أول عن استعداد بلاده "لتقديم كل ما هو مطلوب" لمساعدة السودان في تجاوز أزمته ، بحسب تقرير وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

منذ ذلك الحين، لم ترد أي معلومات عما إذا كان الأمير قد أوفى بوعده، بيد أن زيارة الرئيس السوداني تفسر على نطاق واسع على أنها محاولة للحصول على مساعدات مالية عاجلة للسودان، الذي فقد ثلاثة أرباع ثروته النفطية عندما انفصل جنوب البلاد. عام 2011.

أغرق الانفصال السودان في أسوأ ظروف اقتصادية منذ عقود.

أدى انخفاض قيمة العملة في أكتوبر / تشرين أول إلى رفع الأسعار، بينما أثارت محاولة لرفع سعر الخبز، الذي تدعمه الدولة، موجة من الاضطرابات.

كما تسببت أزمة نقدية أيضا في ظهور صفوف طويلة أمام ماكينات الصراف الآلي، فضلا عن نقص الوقود الذي يعني الانتظار لساعات في محطات الوقود.

وفي محاولة واضحة لاسترضاء المواطنين وتهدئة الاستياء العام، وعد البشير بزيادة الرواتب وإعادة هيكلة القطاع المصرفي ومواصلة دعم المواد الغذائية الأساسية، لكنه لم يذكر كيف سيمول مثل هذه الإجراءات.

الجدير بالذكر أن حلفاء البشير الرئيسيين في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لم يصدروا أي تصريحات رسمية تدعم بوضوح البشير.

بيد أن مصر، جارة السودان القوية الكبيرة في الشمال، أكدت علناً دعمها للاستقرار والأمن في السودان، لكنها لم تشر أيضا إلى البشير.

توجد خلافات شديدة بين الدول الثلاث - مصر والسعودية والإمارات - وبين قطر، حيث تتهم كل منها هذه الدولة الغنية بالطاقة بدعم الجماعات الإسلامية الراديكالية في المنطقة، وإقامة علاقات وثيقة مع إيران، وهي منافس للسعودية والإمارات.

في السابق، كان البشير يبدو غالبا وكأنه يلعب مع كل حليف حتى لو كان هؤلاء الحلفاء في معسكرين متعارضين، وذلك من أجل مصلحته الخاصة.

إلى جانب قطر، على سبيل المثال، أقام البشير علاقات وثيقة مع تركيا، وهي منافسة أخرى لحلفائه العرب. كما سعى إلى كسب ود السعوديين من خلال إرسال قوات سودانية إلى اليمن للقتال إلى جانب التحالف الذي تقوده السعودية ضد الثوار الشيعة المتحالفين مع إيران.

مؤخرا، ألقى البشير باللوم في الاضطرابات، التي دخلت الآن أسبوعها الخامس، على المخربين وما وصفه مراراً بخطط أجنبية ضد السودان.

وهو بالفعل من بين أطول زعماء المنطقة بقاء في السلطة، وقال إن أي تغيير في القيادة السودانية لا يمكن أن يأتي إلا من خلال صناديق الاقتراع، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل والتي يتوقع أن يترشح فيها لفترة ولاية جديدة.

ترك تعليق

التعليق