"الدحاديل وبيادر نادر".. إضاءة على الوضع المعيشي في منطقة منسية


تشهد منطقتا (الدحاديل وبيادر نادر)، وهي مناطق فاصلة بين مناطق (داريا والقدم ونهر عيشة) جنوب العاصمة دمشق، أزمات خانقة ومتوالية، ومما زاد من اختناقاتها الكثافة السكانية المرتفعة التي تشهدها هذه المنطقة لوجود أعداد كبيرة من النازحين إليها من مناطق ريف دمشق وريف حمص بالإضافة لأعداد كبيرة من أهالي دير الزور المهجرين.

حتى اليوم يعاني سكان هذه المناطق من أزمة الخبز الخانقة التي وصلت بالأهالي حد السأم، "ويصيبك الملل والقرف" في ساعات الانتظار الطويلة وصفوف المحتشدين للحصول على الخبز، لتحصل في نهاية ساعات الانتظار المرير على (4 ربطات خبز بسعر 200 ليرة سورية)، وهو الحد الأقصى الذي يمكن أن تحصل عليه الأسرة من الأفران العاملة هناك.

حتى الغاز "الحر" غير موجود

بالإضافة لأزمة الخبز تعاني المنطقة من أزمة الغاز، ولم ينكر الأهالي وصول سيارات توزيع الغاز إلى حاراتهم ولكن بكميات قليلة فلا يكاد يدخل موزعو الغاز الحارة حتى تنتهي الكمية، ولمن يتم التوزيع؟.. للمدعومين والمحسوبيات ومعارفهم، وباقي الأهالي فما نصيبهم سوى الوقوف في صفوف طويلة لا تنتهي، والتدافع، ومن يجرؤ على الكلام أو رفع صوته أو الاعتراض أو وضع حدّ للمدعوم ممن يأخذ حصتهم أمام أعينهم؟!

 ورغم ذلك حافظت جرة الغاز على سعرها 2800 ليرة سورية، وعند السؤال عن توفر الغاز "الحر" كان الجواب بأنه حتى الغاز الحر غير متوفر. ويعمل الأهالي للتوفير في استهلاك الغاز من خلال جعل الطبخة ليومين أو ثلاثة في انتظار أن تحل أزمة الغاز بناء على وعود المسؤولين المتكررة عن قرب الحل.

أما المازوت فقد تم توزيع (100 لتر) لكل دفتر عائلة "للبعض"، بسعر (18500) ليرة سورية لمرة واحدة فقط، وماتزال الكثير من العائلات لم تحصل على حصتها من المازوت "المزعوم" توزيعه إلى الآن، ويبدو أنهم لن يحصلوا عليها أبداً، حسب توقعاتهم، فهكذا جرت وتجري عادة "الخيار والفقوس" في مناطق سيطرة النظام، كما يسجل كالعادة توفر المازوت "الحر" في المنطقة بسعر(300) ليرة سورية للتر الواحد.

أما الكهرباء فتعاني المنطقة من انقطاع متواصل للتيار الكهربائي، بالإضافة لساعات التقنين الطويلة، والحجة في مناطق النظام كالعادة "أن سبب انقطاع التيار الكهربائي هي الأعطال". وتشهد منطقة "بيادر نادر" انقطاع للتيار الكهربائي لثلاثة أيام متواصلة بسبب الأعطال بين الفينة والأخرى، وكانت في الأحوال العادية تشهد المنطقة ساعتان تغذية للتيار الكهربائي مقابل أربع ساعات انقطاع.

أجور المنازل وزياداتها

أما بالنسبة لإيجارات المنازل- ومنطقة (الدحاديل وبيادر نادر) من مناطق العشوائيات- شهدت لجوء أعداد كبيرة من المهجرين إليها، واليوم تعاني من كثافة سكانية كبيرة، ففي بداية نزوح الأهالي تم فرض أجور للمنازل تراوحت بين (10 - 15) ألف ليرة سورية وكحد أقصى وصل إيجارات بعضها إلى 20 ألف ليرة سورية، أما اليوم فقد تم رفع إيجارات المنازل لتصل إلى (40 - 50 - 60 ) ألف ليرة سورية، وقد رفض الأهالي الساكنين دفع زيادة على إيجار منازلهم باعتبار معظم الملاكين خارج المنطقة ولا يوجد عقد إيجار يلزمهم بالدفع، وأغلبهم لا يملك القدرة على دفع هكذا أجور.

فرص عمل شبه معدومة وارتفاع للأسعار

يعاني أهالي المنطقة ومثيلاتها، من عدم توفر فرص عمل، مع ارتفاع خيالي لأسعار المواد الغذائية والخضراوات وارتفاع جنوني بأسعار العلاج وكشفيات الأطباء والأدوية.

فقد سجلت بعض الأسعار ما يلي:
-  سعر كيلو البطاطا وصل إلى (350 - 400) ليرة سورية حسب النوع.
-     كيلو البندورة تراوح بين (300 - 350 - 400) ليرة سورية.
-    كيلو الباذنجان (400) ليرة سورية.
-    كيلو الزهرة (100) ليرة سورية.
-    كيلو الكوسا (300 - 350) ليرة سورية.
-    كيلو السكر240 ليرة سورية.
-    كيلو الأرز 380 ليرة سورية.

هل يحصل سكان هذه المناطق على معونات؟

 كان أهالي المنطقة يحصلون على معونة بشكل دوري كل شهرين تقوم بتوزيعها جمعية "الارتقاء" وهي عبارة عن كرتونة غذائية تحتوي: (أرز 10 كيلو، برغل 5 كيلو، سكر 5 كيلو، عدس 5 كيلو، حمص 5 كيلو، زيت نباتي 6 لتر..). كانت الكرتونة الغذائية ترحم الأهالي من شراء هذه المواد ليتم تقليص التوزيع ليصبح كل خمسة شهور مرة. واليوم تم شطب أعداد كبيرة من المستفيدين من هذه المعونة حيث أعلنت الجمعية شطب كل من حصل على (12) سلة غذائية.

ومن مدة قريبة أعلنت جمعية "حافظ النعمة" في منطقة "باب السريجة" عن فتح باب التسجيل للمهجرين للحصول على معونة بشرط أن يحضر وثيقة تثبت أنه مهجر إضافة إلى ورقة غير موظف.

وأخيراً: من الملاحظ وجود تعتيم إعلامي كبير على هذه المنطقة، والأوضاع المعيشية المزرية التي يعانيها سكانها، حتى لا يجرؤ الأهالي على بث أوجاعهم على صفحات التواصل الاجتماعي بأي شكل من الأشكال، كما لا يوجد أي اهتمام إعلامي من جهات  تابعة للنظام بهذه المناطق، ولسان حال سكان هذه الأرجاء يقول "الي استحوا ماتوا". ولله المشتكى.

ترك تعليق

التعليق