100 مدجنة تغلق في السويداء.. وأخرى في الطريق


عشرات المداجن في محافظة السويداء جنوب البلاد, أغلقت أبوابها في الأيام الماضية,  نتيجة الارتفاع الجنوني لأسعار المواد العلفية والذرة والتدفئة، وصعوبة تأمينها، فضلاً عن ارتفاع نفقات الصيانة، وأسباب كثيرة أخرى أجبرت أصحاب هذه المداجن على توديعها.

وقال مصدر محلي لـ "اقتصاد" إن 100 مدجنة من أصل 300، أغلقت أبوابها خلال الأيام القليلة الماضية لعدم قدرة أصحابها على تأمين تكاليف الإنتاج, ولا سيما مع تراجع الطلب عليها بسبب التدهور الاقتصادي والضائقة المالية التي يعيشها السكان في المنطقة.

وتحدث "اقتصاد" مع أحد المربين (ج ، ع) في محافظة السويداء، والذي قال لنا: "أنا أعمل في تربية الدواجن منذ عشر سنوات. اليوم أغلق مدجنتي وأودع هذا الكار، لأنه بصراحة (معد جايبة همها)، رغم أنها مصدر رزقي الوحيد الذي يُعينني ويُعين عائلتي".

وعقّب المصدر: "الطلب أصبح ضعيفاً والسوق يشهد حالة جمود لم يعد باستطاعتي تأمين تكاليف الإنتاج. أيضاً هناك صعوبة في تأمين مادة المازوت للتدفئة وتشغيل المولدة، فتربية الطيور وتفقيس البيض بحاجة لدرجة حرارة معينة ومن الضروري توفير الكهرباء على مدار اليوم. لا أعلم ماذا أفعل أصبحت الحياة صعبة ولا تُطاق. كيف لنا أن نؤمن قوت يومنا في هذه البلاد!".

 وأشار محدثنا إلى أن سبب ارتفاع أسعار المادة العلفية يعود إلى احتكارها من قبل حيتان القطاع الخاص وتالياً تحكمهم في سوق المداجن، إضافة الى ذلك وقوع عدد كبير من هذه المداجن في مناطق غير آمنة مما عرضها للسرقة والتخريب والنهب.

 وأضاف أن إعادة الحياة لقطاع المداجن يتطلب تنفيذ عدد من المقترحات أو الحلول أولها توفير مادة المازوت بالسعر النظامي وتفعيل مبدأ الرقابة على أسعار المادة العلفية وكسر احتكارها في السوق المحلية. إضافة إلى تقديم قروض زراعية ميسرة ليتسنى لنا إعادة تأهيل مداجننا، وفتح دورة علفية خاصة بالمداجن إذ لا توجد دورات علفية خاصة بالدواجن في المحافظة مع اقتراح تأسيس صندوق لدعم أصحاب المداجن وذلك بهدف تعويضهم عن الخسائر.

وأكد المصدر أن عشرات المداجن ستغلق أبوابها أيضاً في الأيام القادمة إن لم يتم إنقاذها وتوفير مستلزمات عملها بأسعار مناسبة ودعمها بالشكل الأمثل.

وواصلت أسعار المواد العلفية ارتفاعها، إذ تجاوز سعرها عتبة الـ ٢٢٠ ألف ليرة سورية للطن الواحد، كما بلغ سعر طن الصويا ٢٨٠ ألف ليرة سورية. ورغم ارتفاع أسعارها، هي أيضاً غير متوفرة في السوق بالشكل المطلوب، مما أرهق كاهل أصحاب المداجن، فمعاناتهم ليست فقط مع ارتفاع أسعار الأعلاف وفقدانها فحسب، بل أيضاً مع اضطرارهم لتشغيل المولدات الكهربائية نظراً لطول ساعات التقنين، فالإنتاج بحسب عدد من مربي الدواجن لا يساوي كلفة التربية.


ترك تعليق

التعليق