النظام يقلّد محمد بن سلمان..!


تكتشف، وفي زحمة ما تقرأه من أخبار، بأن النظام السوري، كان قد باشر قبل نحو عام ونصف بوضع رؤية لسوريا حتى العام 2030، وعلى غرار تلك التي وضعها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لكن مع فارق، بأن يتولى الرؤية السورية، هو عماد ابن الصابوني، رئيس ما يسمى هيئة التخطيط والتعاون الدولي..
 
وإذا كانت التسمية الأولى مقبولة، فإن الثانية مستغربة، فما علاقة التخطيط بالتعاون الدولي، ثم أن من وضع هذا التوصيف لهذه الهيئة، لم يراع ظروف البلد التي تعاني من قطيعة من أغلب دول العالم، بينما رئيسها لم يستطع منذ ثماني سنوات سوى زيارة موسكو بشكل سري، وعبر طائرة شحن روسية. وإذا كانوا يقصدون بالتعاون الدولي، إيران وروسيا، فلا داعي لوجود وسيط معهم، لأنهم أصبحوا هم أصحاب البلد الفعليين..
 
وبعيداً عن "الرغي" السابق، فإن عماد الصابوني هو مهندس اتصالات، سبق له أن تولى وزارة الاتصالات في الفترة من العام 2005 وحتى العام 2011، وهو بالأساس قادم من الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، ولا علاقة له بالشأن الاقتصادي أو التخطيط، لا من قريب ولا من بعيد.. وكل معلوماته لا تتعدى جهاز الكمبيوتر، الذي لا يفارقه ليلاً نهاراً ..

وهو للأمانة شخص فهيم ومؤدب، ومتعلم بشكل جيد، ولا يعيبه سوى أنه يعمل مع نظام الأسد، الذي استثمره في غير موقعه بهدف تهميشه، بينما لو كان عماد الصابوني موجوداً في دولة أخرى، لكان له شأن مختلف عما هو عليه اليوم.

وبالعودة إلى الرؤية السورية حتى العام 2030، فقط خلص الصابوني إلى وضع مشروع يتكون من 12 برنامجاً متعلقاً بالبناء المؤسسي وإعادة الإعمار وتطوير البنى التحتية وإدارة الموارد الطبيعية وتنمية دور المجتمع الأهلي وتطوير البحث العلمي والرعاية الصحية. ثم وضع إطاراً زمنياً لتنفيذ المشروع، لا يعيبه سوى التمويل المادي فقط..!

وحول هذه النقطة تحديداً، التقى برئيس الوزراء عماد خميس الذي رأى أن عملية التمويل مسألة بسيطة، وهي سوف تتم عبر "الموارد الذاتية والتشاركية بين القطاعين العام والخاص والإقراض المتاح من المصارف السورية والاستثمار الداخلي والخارجي"..!

"يا خسارة تعبك يا عماد ابن الصابوني..!".

ترك تعليق

التعليق