الإقناع.. كطريقة لإعادة الصناعيين المهاجرين إلى سوريا!


لو تخيلنا أي صناعي هاجر من سوريا بفعل الحرب، وافتتح معامل في الخارج، واستقرت أموره، ثم أخذ يتواصل معه فارس الشهابي رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، وسامر الدبس رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها، ولبيب الأخوان، رئيس غرفة صناعة حمص، وهم اللجنة التي شكلها وزير الصناعة لإقناع الصناعيين المهاجرين بالعودة إلى بلدهم.. أول ما سيخطر على باله من أسئلة يوجهها لهذه اللجنة: ما هو الجديد والمشجع من قوانين وظروف استقرار سياسي تغريني بالعودة مجدداً..؟، وما هي الضمانات بأن لا أتعرض للابتزاز والسرقة والتشبيح والخسارة في ظل الفلتان الأمني الواضح..؟

وأخيراً: لماذا لم تحموا منشآتنا بذات القدر الذي حافظتم به على الفروع الأمنية، ثم كنتم أول من دفعنا للهجرة، عندما استبحتم معاملنا بالقصف العشوائي، واعتقال عمالتنا، أو إعاقة وصولها إلى عملها بفعل الحواجز العسكرية الكثيرة.. وبالتالي هل هناك تعويض لما تعرضنا له من خسارة..؟
 
روى الكثير من الصناعيين والمستثمرين السوريين في الخارج لمحرر هذه السطور، أنهم عندما عادوا للعمل في سوريا بين العام 2005 و 2010، كان ذلك بعد أن التقاهم بشار الأسد في مهاجرهم، وقدم لهم ضمانات كثيرة بأن لا يواجهوا أية عراقيل، ثم كان يزودهم برقم هاتف يستطيعون التواصل معه مباشرة في حال تعرضهم لمشاكل كبيرة، ليكتشفوا لاحقاً أن هذا الرقم لا يجيب عليه أحد.

فإذا كان بشار الأسد بذاته، وفي أيام الرخاء، هكذا فعل بالمستثمرين، فما الذي يمكن أن يقدمه فارس الشهابي وسامر الدبس ولبيب الأخوان، من أفكار، ليقنع هؤلاء الصناعيين بالعودة مجدداً إلى سوريا..؟!

مشكلة النظام ومسؤوليه أنهم باتوا يمارسون أعمالهم على وسائل الإعلام فقط، وبطريقة تشبه الزخرفة الرخامية.. أما من الداخل، فلا يزال النظام هو "السخام" بعينه..!

ترك تعليق

التعليق