هبوط ملحوظ لأسعار المازوت في إدلب


"يطعمك الحج والناس راجعة. الآن بعد أن انتهى الشتاء!!"، يقول "محمود" وهو من سكان مدينة إدلب ممازحاً بائع المحروقات. توقف "محمود" لشراء مقدار 100 ليتر من مادة المازوت. دفع مبلغ 200 ليرة عن كل ليتر. وهذا يعتبر سعراً مقبولاً لهذه المادة الهامة التي ارتفعت خلال الشتاء عدة مرات. وتعتبر الطرقات التي يمر خلالها المازوت بمثابة المتحكم بالسعر. فأقل تصريح حول عملية عسكرية محتملة شرقي الفرات -حيث المصدر الأصلي لهذه المادة- يلهب الأسعار.

يقول تجار محروقات من إدلب لـ "اقتصاد": "الاستقرار في الطريق الواصل بين مناطق قوات سورية الديمقراطية ومناطق سيطرة المعارضة أدى لهبوط ملحوظ في الأسعار".

يتراوح سعر اللتر الجيد من مازوت التدفئة في متاجر التجزئة بين 200 ليرة وحتى 240 ليرة. حيث سجلت أسواق إدلب هبوطاً في مازوت "رميلان قرحة" وهو أجود الأنواع ليصل إلى 51000 ليرة للبرميل الواحد. تلاه مازوت "رميلان زهرة" و "رويس قرحة" حيث سجلا 49000 ليرة.

البرميل الواحد من مازوت "قرحة وزهرة" ومازوت "خليط رميلان" سجل 46500 ليرة. في حين سجل مازوت "رويس زهرة" مبلغ 45500 ليرة. أما مازوت "بقايا زهرة فهبط إلى 43000 ليرة. تلاه مازوت "بقايا أصفر" مسجلاً مبلغ 41000 ليرة. ومازوت "رميلان عسلي" الذي سجل سعراً مماثلاً. أما مازوت "رويس عسلي" فهبط إلى36500 ليرة. في حين بقي المازوت النظامي الأوروبي مستقراً على 74000 ليرة للبرميل الواحد.

وفي 9 كانون الأول/ديسمبر الماضي هبطت أسعار المازوت بأنواعه المختلفة حيث سجل البرميل الواحد لمازوت "رميلان قرحة" 47000 ليرة، بينما هبط "رميلان زهرة" إلى 46000 ليرة كما انخفض سعر البرميل الواحد من مازوت "رويس قرحة" إلى 45500 ليرة في حين يباع "رويس زهرة" بـ 42000 ليرة. وتعتبر هذه الأصناف من أنواع المازوت المرغوبة للشتاء لتميزها بعدم التجمد أو وجود رائحة كريهة.

لكن وبعد عدة أيام التهبت الأسعار مجدداً.

ويعتبر الهبوط السابق هو الأدنى خلال الشتاء الحالي. يليه الهبوط الراهن الذي يبدو أنه قابل للاستمرار أو الثبات في أسوأ الأحوال.

وتحصل إدلب على المازوت والفيول من المنطقة الشرقية التي تقع تحت سيطرة الأكراد. ويكرر الفيول (النفط الخام) في ورشات خاصة تدعى الحراقات حيث ينتج عنه الكاز ثم البنزين ثم المازوت. وتنتشر الحراقات في إدلب ومنطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون" وهي مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة. كما تنتشر في المنطقة الشرقية وفي الشمال الشرقي لسوريا (مناطق تقع سيطرة "قوات سورية الديمقراطية").

وعلى الرغم من هبوط الأسعار إلا أن الأسواق تشهد حركة طلب عادية وذلك نظراً لأن الشتاء شارف على الانتهاء.

ومهما كانت نوعية المازوت المكرر حديثاً جيدة إلا أنها تبقى أقل جودة مقارنة بالمازوت المكرر قبل حلول فصل الشتاء الذي يعتبر الموسم الرئيسي لعدة أنواع من المازوت.

حول هذا الموضوع يوضح أحد سكان إدلب لـ "اقتصاد": "لا يوجد مازوت جيد في الشتاء. يكثر الطلب على هذه المادة ما يجعل عمل الحراقات سريعاً وبعيداً عن الإتقان. ينجم عن ذلك مازوت ذو رائحة كريهة أو قابل للتجمد مع تعرضه للبرد".

ويعتبر المازوت أحد أهم المواد الرئيسية في إدلب حيث يستخدم للإنارة ولتشغيل الآليات، كما يعتبر إحدى أبرز المواد المستخدمة للتدفئة مع حلول فصل الشتاء.

ترك تعليق

التعليق