لماذا ترتفع أسعار اللحوم في إدلب؟


شهدت مدينة إدلب، في الأيام القليلة الماضية، ارتفاعاً في أسعار كثير من السلع والمواد، أبرزها، اللحوم الحمراء والبيضاء.

وقام "اقتصاد" بجولة داخل أسواق المدينة للإطلاع على أسعار اللحوم، وللتعرف على أسباب هذ الارتفاع الملحوظ في الأسعار. وكان لنا لقاءات مع بعض التجار والمستهلكين.

كان لقاءنا الأول مع لحّام في السوق، يُدعى "أبو خالد"، سألناه عن أسباب الارتفاع المفاجئ في سعر لحم الخاروف (الضأن)، فأرجع ذلك إلى أن الخراف تُصدّر إلى منبج (الخاضعة لسيطرة "قسد")، وإلى مناطق النظام، مما يجعل الأسعار ترتفع.

كان سعر كيلو لحم الخاروف قد ارتفع من 2700 ليرة إلى 4000 ليرة.

وقال اللحام "أبو خالد"، إن سعر الكيلو الواحد من الخاروف قبل الذبح، ارتفع من 1100 ليرة سابقاً، إلى 1800 ليرة الآن.

وأرجع ذلك إلى جشع بعض تجار الغنم، حسب وصفه. وأضاف أنه عندما يأتي شخص ليشتري ويُصدّر لمناطق النظام أو منبج يدفع السعر الذي يطلبه البائع ويأخذ كل الكمية الموجودة بدون أي نقاش مما جعل تجار الأغنام يرفعون الأسعار بشكل كبير، خاصة أن المناطق المُصدّر إليها عطشى ومحتاجة لأي كمية مهما كان السعر.

وفي نفس السياق، التقينا تاجر أغنام لنسأله عن مدى صحة ما يُشاع عن التصدير إلى خارج المناطق المحررة، ليُؤكد لنا أن المناطق المحررة بدأت تفقد الكثير من الثروة الحيوانية مما جعل الأسعار ترتفع، وقال إن بعض التجار الذين يسيطرون على طرق تصدير المواشي للمناطق التي تقع خارج حدود المحرر، يستخدمون الإغراء بالمال، للحصول على الكميات التي يريدونها، حسب وصفه.

وفي لقاء آخر مع مربي دجاج في إحدى مداجن إدلب، سألناه عن سبب ارتفاع سعر الدجاج مؤخراً، فعلّل ذلك بالإقبال الكبير على اللحم الأبيض بعد ارتفاع أسعار لحم الخروف.

وارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج من 600 إلى 1050 ليرة.

وقال مربي الدجاج، إن الإقبال على اللحم الأبيض أصبح مضاعفاً. وأشار إلى وجود حركة تصدير للحم الأبيض إلى مناطق النظام، لكنها بقيت بمعدلاتها السابقة، لم تتغير.

وفي استطلاع أجراه "اقتصاد" مع بعض السكان في مدينة إدلب، قال "سامر"، الذي كان يشتري اللحم لبيته، إن أي ارتفاع في الأسعار لا يتحمله إلا المستهلك.

وعقّب: "لو بإيدي الأمر مارح طالع خاروف واحد من المحرر. هيك بصير عنا فائض ويرخص كل شيئ ونرتاح شوي من الارتفاع الدائم للأسعار".

كما تحدثنا إلى شخص آخر، وهو أب لـ 9 أولاد، وكان يتبضع من السوق، ويُدعى "أبو أسامة"، قال لنا، "أنا لدي تسعة أولاد وإذا أردت شراء اللحم فأحتاج إلى 2 كغ من اللحم لطعام يكفي يوماً واحداً فقط، فتصبح التكلفة فوق طاقتي فألجأ إلى الفروج ومع أنه مرتفع أيضاً، لكن يبقى أرخص من اللحم الأحمر. وأنوّع طعامي بين الفروج والأرز لأنه الأوفر مع هكذا أسعار".

يُذكر أن مناطق النظام تشهد غلاءً كبيراً في الأسعار ونقصاً حاداً في العديد من المواد.


ترك تعليق

التعليق