لماذا حُرمت بلدة "البشيرية" في جسر الشغور من تنفيذ شبكة مياه الشرب؟


اشتكى عدد من أهالي بلدة البشيرية بمنطقة جسر الشغور (31 كم غرب مدينة إدلب) من حرمان البلدة من مشروع تنفيذ شبكة المياه الذي تبنته منظمة غول الايرلندية على غرار البلدات الأخرى المجاورة.

 وكانت المنظمة المذكورة قد أطلقت منذ 4 سنوات برنامجاً باسم المياه والإصحاح يخدم أكثر من 860 ألف مستفيد بمعدل 65 محطة ضخ ويغطي 150 مدينة وبلدة وقرية.

 وتركزت وحدات المياه الرئيسية في كل من "سلقين" و"حارم" و"دركوش" و"إدلب".

 ويتضمن المشروع تقديم الدعم الفني والتقني الكامل والوقود والزيوت والتكفل بأعمال الصيانة وأجور العاملين بشكل مجاني.

 وروى أحد أبناء البلدة الذي فضّل عدم ذكر اسمه لـ"اقتصاد" أن منظمة غول كانت بصدد تنفيذ مشروع مياه الشرب في البشيرية.

 ويتضمن المشروع إعادة التأهيل من خلال استبدال الأنابيب القديمة بأخرى من "البولي أتيلين" وبأقطار مختلفة ما يضمن التخلص من الأعطال المتكررة في الخط المستبدل فضلاً عن إيصال مياه آمنة للمستفيدين.

 ولكن المشروع ذهب إلى قرى ثانية علماً أن المنظمة -كما يقول- تدعم البلدة كمنهل حيث تقوم باستخراج المياه من عمق البئر إلى البيارة في الأعلى بكلفة تشغيلية تبلغ 100% من مازوت وزيت وصيانة ومواد تعقيم وكل ما يلزم العمل.

وأردف أن بلدة البشيرية هي الوحيدة في الجبل الوسطاني بريف إدلب التي تفتقر-حسب قوله- إلى شبكة مياه شرب، علماً أن هناك شبكة ولكنها معطلة بنسبة 80%.

وكشف "أبو علي" أحد أبناء البلدة أن منظمة غول تعهدت العام الماضي بتنفيذ مشروع مياه الشرب للبلدة وجاء خبراء منها وأجروا دراسات وتم تحديد طول الشبكة بـ 6 كم وتحديد نوع الأنابيب التي سيتم استخدامها والكلفة المتوقعة ولكن المشروع أُلغي فجأة لأنه -بحسب الجهة الداعمة- مُكلف جداً نظرا لطبيعة البلدة التضاريسية.

 ولفت محدثنا إلى أن أهالي البلدة ناشدوا الكثير من المنظمات الدولية غير "غول"، كمنظمة "بناء" و"الباه" و"أكتد "و"احسان"، لأن كل قرى الجبل الوسطاني شرقي جسر الشغور تضم مشاريع لمياه الشرب عدا قرية البشيرية وقرية أخرى.

 وتابع أن الأهالي يشربون من منهل (بئر مياه) وهو يكلف المواطن الكثير من الأموال حيث تبلغ تكلفة نقل الصهريج حوالي 2000 ليرة سورية من المنهل إلى البيت، أي بمعدل 7000 ليرة شهرياً على أقل تقدير.

 وأكد محدثنا أن الأهالي البالغ عددهم حوالي 6500 نسمة لا يملكون الإمكانيات لإنشاء مشروع ينهي مشكلة المياه في بلدتهم.

وبدوره أشار رئيس وحدة مياه دركوش، المهندس عماد نعمي، لـ"اقتصاد"، أن تنفيذ شبكة البشيرية هو من ضمن المشاريع المقترحة في وحدة مياه دركوش بدعم من منظمة "غول". وتم تقديم دراسة عن الشبكة تتناسب مع الميزانية المخصصة من المنظمة ولكن تم إيقاف تنفيذ الشبكة نظراً لأن غزارة البئر في محطة البشيرية لا تتعدى الـ 23 م3/سا ولن تحقق الضاغط المائي في الشبكة مهما تم زيادة ساعات الضخ.

 وأردف نعمي أن الشبكة المقترحة تتضمن الخطوط الرئيسية ولا تكفي الخطوط الفرعية ولا يمكن الاستفادة من الشبكة القديمة التالفة أصلاً علماً أنه-كما يقول- تم تقسيم الشبكة إلى مشروعين لتتناسب مع المبلغ المخصص لكل مشروع.

 ونوّه محدثنا إلى أن المشروع يجب أن ينفذ بقساطل حديد مما سيرفع الكلفة كثيراً وسيقابل بالرفض من الجهة الداعمة، علماً أن الخطوط المقترحة بالدراسة هي "بولي اتلين" وبسبب أن المياه كلسية يجب أن تنفذ من الحديد مما يرفع الكلفة 8 أضعاف.

 وتابع محدثنا أن أهالي بلدة البشيرية بحاجة إلى ساعات ضخ مستعجلة وتنفيذ الشبكة سيمتد لأكثر من 6 أشهر.

 ولفت إلى أن المنهل يخدم البشيرية وبعض القرى المجاورة وهو سيسبب العطش في حال الاستغناء عنه، علماً أن البشيرية سابقاً كانت تستفيد من محطة بفطامون المعروفة بغزارتها الكبيرة.

 وأكد نعمي أن منظمة غول وإن لم تنفذ المشروع المطلوب فهي تدعم البشيرية بشكل كامل من حيث تقديم المازوت الأوروبي وأجور ثلاثة عمال، إضافة إلى تزويد المنهل بمولدة جديدة وصيانة وزيوت ومصافٍ ولو كانت هناك شبكة لتم الضخ فيها كغيرها من البلدات ولكنها معطلة نهائياً وبحاجة لاستبدال.


ترك تعليق

التعليق