قصة أرملة من القابون.. في رحلة تهجير متواصلة حتى اسطنبول


من القابون إلى إدلب بعد رحلة التهجير منتصف عام 2017، ومن ثم إلى تركيا في رحلة التهريب التي عاشها معظم السوريين في تركيا، تروي "أم إياد" لـ "اقتصاد" قصة إعالتها لـ 4 أطفال خلال سنوات الحرب.

دخلت "أم إياد" إلى تركيا في رحلة كانت تكلفتها كبيرة جمعتها من نقود خبئتها أيام الرخاء كما قالت، تحسباً ليوم كهذا. وأضافت لـ "اقتصاد": "دخلنا تركيا هرباً من جحيم القصف في مدينة إدلب وخصوصاً بنش التي سكنتها وأولادي عقب تهجيرنا من حي القابون منتصف عام 2017".

في البداية سكنت "أم إياد" في إدلب المدينة، إلا أن إيجار البيت الذي يعد مرتفعاً بالنسبة لها، أجبرها على الانتقال إلى بنش.


"أم إياد" أكملت: "إيجار المنزل الذي سكناه في إدلب المدينة بلغ 37 ألف ليرة سورية وهو ما أجبرنا على تركه حيث انتقلنا للعيش أنا وأولادي في بنش في منزل لم يطلب صاحبه إيجاراً كونه لا معيل لنا، حيث بقيت هناك قرابة العام إلى أن اشتد القصف على المنطقة حيث استهدفت إحدى الغارات الحارة التي كنت أسكن فيها أنا وأولادي، وهو ما أجبرني على الخروج باتجاه تركيا".

تكلفة الرحلة وصلت إلى قرابة 5000 دولار للعائلة المؤلفة من "أم إياد" وبناتها الثلاث وابنها وطفل ابنتها الأرملة. واستغرقت تلك الرحلة مدة يومين تقريباً حتى وصولهم مدينة بورصة التركية.

أما عن وضعهم في تركيا، قالت "أم إياد": "قلة العمل في ولاية بورصة هو ما أجبرنا على تركها والانتقال للعيش في مدينة اسنيورت في القسم الأوروبي من ولاية اسطنبول حيث أعمل اليوم في مطبخ مختص بالمؤن السورية في المدينة ذاتها مقابل راتب لا يزيد عن 1200 ليرة تركية يذهب أكثر من نصفه لإيجار المنزل والفواتير".

"أم إياد" اضطرت إلى تشغيل ابنتها البالغة من العمر 16 عاماً وابنها البالغ من العمر 15 عاماً، لكي يتمكنوا من العيش بسبب الغلاء الكبير في المعيشة. في حين تبقى ابنتها الأرملة في المنزل مع ابنها، أما ابنتها الأخرى "المتزوجة" فتعيش معهم في ذات البيت بسبب عدم تمكن زوجها من استئجار منزل، نظراً لانخفاض أجور العمال وارتفاع إيجارات المنازل في الولاية.

ابنتها البالغة من العمر 16 عاماً تعمل بأجر لا يزيد عن 250 ليرة تركية أسبوعياً، وتمضي أحياناً أسابيع دون راتب بحجة عدم امتلاك صاحب العمل للمال لإعطاء العمال رواتبهم.

أما الابن الأصغر فيعمل براتب مشابه لراتب أخته ويعيش الحالة ذاتها.

وفي الحديث عن إمكانية تقديم المنظمات السورية أو التركية على حد سواء المساعدة للعائلة، أشارت "أم إياد" إلى رفض معظم المنظمات طلب المساعدة لعدم امتلاك العائلة بطاقة الحماية المؤقتة الخاصة بولاية اسطنبول حيث كانت العائلة قد حصلت على بطاقاتها من ولاية بورصة بسبب عدم سماح الحكومة التركية باستخراج البطاقات من ولاية اسطنبول منذ قرابة عام ونصف حيث تؤكد تلك المنظمات على أن مساعداتها تنحصر بالحاصلين على بطاقة الحماية الخاصة باسطنبول كونهم يعيشون هناك. وإذا أرادوا الحصول على مساعدات فعليهم الانتقال للعيش في بورصة مجدداً وتقديم طلب للمنظمات هناك.

المساعدة الوحيدة التي استطاعت "ام إياد" الحصول عليها هي عبارة عن ربطتي خبز أسبوعياً، فقط.

يُذكر أن "أم إياد" كانت قد أقامت في دار للأرامل، مدة قصيرة، عند وصولها اسطنبول. إلا أن منع ابنها من السكن معها، هو ما أجبرها على ترك الدار واستئجار منزل للم شمل العائلة.

ترك تعليق

التعليق