من اقتصاد السجون: صناعة الخرز في "سجن حماة المركزي"


رغم صعوبة صناعة الخرز، ولكن بعض السجناء بسوريا امتهنوا هذه الحرفة، لتكون مصدر رزق في معيشتهم خلف القضبان. وقد يكون عملهم هروباً من الواقع الذي فُرض عليهم، أو مصدر رزق ليعينهم على تلبية حاجاتهم ومصاريفهم داخل السجن.

وازدهرت صناعة الخرز في الآونة الأخيرة، في سجن حماة المركزي. وتعتبر صناعة الخرز من أصعب المهن، وأقلها مردوداً، ولكن رغم ذلك يلجأ إليها الشباب لعدم وجود مهنة أخرى، خلف قضبان السجون.

"أبو خالد الحموي"، وهو صاحب ورشة صنع الخرز في سجن حماة المركزي، تحدث لـ "اقتصاد"، قائلاً: "اعتقلني النظام في بداية 2011 وتعلمت هذه المهنة من أحد السجناء وبعد أن أتقنتها بفترة قصيرة عملت على إنشاء ورشة مع سجناء آخرين".

وأضاف "الحموي": "نشتري الخرز من داخل السجن حيث يوجد ندوة تبيع الخرز ونقوم ببيع أعمالنا بعد إخراجها خارج السجن عن طريق الزائرين أو أحد عناصر الشرطة المتعاونين معنا مقابل مبلغ مادي".

وتابع "أبو خالد": "تتم صناعة الخرز على عدة مراحل. رسم القطعة، والضم، والشك. وتبلغ تكلفة القطعة حسب نوع الخرز المستخدم ونوع القطع حيث تبدأ الأسعار من ٣٠٠٠ ليرة سورية حتى  ٥٠٠ ألف ليرة سورية".

وأوضح "الحموي" أن سعر الميدالية "شكالة المفاتيح" الصغيرة ٣٠٠٠ ليرة، وتتوزع على ٥٠٠ ليرة سعر الخرز و٥٠٠ ليرة لعامل الضميم و٥٠٠ ليرة لعامل الشك و٥٠٠ ليرة لصاحب الورشة و١٠٠٠ ليرة تكلفة إيصالها للتاجر.

وقال "الحموي" إن أسعار قطع السنابل الصغيرة ٤٠٠٠ ليرة والسنابل الكبيرة ١٠٠٠٠ ليرة والمزهرية الصغيرة ١٠٠٠٠ ليرة ونبريج الاركيلة ٢٥ ألف ليرة والميداليات ٤٠٠٠ ليرة وزينة دراجة نارية ٥٠ ألف ليرة، و"شحاطات" (الأحذية) ١٥ ألف ليرة.

وختم "الحموي" قائلاً إن العامل في المهنة يتقاضى شهرياً ٣٠ ألف ليرة بشكل تقريبي، مشيراً إلى أن مهنة الخرز في طريقها إلى الانقراض بسبب صعوبة تسويق أعمالهم وصعوبة عملها، فهي تحتاج إلى الصبر وبال طويل وتسبب عدة أمراض ومنها آلام الظهر وضعف النظر.


ترك تعليق

التعليق