خان شيخون.. حيث المعاناة من جميع الاتجاهات


"القصف عنيف جداً.. عشرات القذائف تنهال علينا في هذه اللحظة. وأنا أحدثك"، بهذه الكلمات يستعرض الناشط الصحفي "محمد الصالح" الوضع في خان شيخون. القصف الذي بدأ في 9 شباط/فبراير الفائت، مستمر حتى اللحظة. وقد حصد أرواح 48 شهيداً وخلّف أكثر من 80 مصاباً، وموجة نزوح واسعة، هرباً من الموت الجاثم في كل مكان.

يقول الصالح لـ "اقتصاد" إن معظم السكان نزوحوا إلى مناطق أكثر أمناً. كثيرون نزحوا بثيابهم. بل البعض لم يتمكن من اصطحاب نقوده معه بسبب كثافة القصف لاسيما على المنطقة الشرقية. نزح السكان إلى مناطق قريبة مثل قرى جبل الزاوية ومعرة حرمة، وإلى مناطق أبعد اختاروها كونها أكثر أمناً حيث الحدود مع تركيا مثل حارم وقاح سرمدا وسلقين. في مناطق النزوح تتدكس العائلات كل ثلاث أو أربع أسر في بيت واحد. من يمتلك منزلاً أو مزرعة أو حتى خيمة يقيم فيها ويستقبل أقاربه. بينما يكتوي البعض بنيران الإيجارات المرتفعة في الريف الشمالي.

داخل المدينة تنعدم أبسط مقومات الحياة. يقول "عبد المجيد سرماني" رئيس المجلس المحلي لمدينة خان شيخون لـ "اقتصاد" إن المجلس المحلي لا يتمكن في الوضع الحالي من تأدية أي خدمة عدا عن استجلاب المساعدات الإنسانية لمن تبقى داخل المدينة والمزارع المحيطة بها.

وفقا ل"سرماني": "لا يتجاوز عدد من تبقى داخل المدينة أكثر من 350 أسرة وقد تركزوا على أطرافها".

بدأت موجة النزوح في 15 شباط/فبراير. ويتراوح عدد النازحين -بحسب الإحصائية التي قدمها محمد الصالح- بين 80 إلى 90 ألف نسمة في حين لا يتجاوز عدد من تبقى أكثر من 5 آلاف نسمة، منعت الظروف المادية المئات منهم من النزوح خارج المدينة.

الطرقات من وإلى خان شيخون مفتوحة إلا في ساعات القصف، فتنقطع الطرقات وتتوقف الحركة بشكل كامل. بعد هدوء القذائف يسارع فريق الدفاع المدني إلى فتح الطرقات الداخلية.

على الرغم من الوضع السيء يتوفر الخبز في خان شيخون إذ لا يزال أحد الأفران يعمل دون توقف.

في حين ينعت العاملون في المجال الصحي الخدمات الطبية بأنها "شبه معدومة". يقول د. "مأمون نجم" رئيس المكتب الطبي التابع للمجلس المحلي لمدينة خان شيخون، "قبل القصف كان لدينا نقطة طبية واحدة توقف العمل فيها خلال القصف. واليوم لا يوجد أطباء سواي في المدينة".

الصيدليات قليلة جداً في المنطقة. ومنظومة الإسعاف والدفاع المدني يقومون بجهود حثيثة في نقل المصابين إلى مشفى المعرة الذي يعتبر أقرب مشفى إلى المدينة. يتابع د. نجم: "خان شيخون كانت ولا تزال فقيرة على الصعيد الصحي. طلبنا من المنظمات بناء مشفى أو نقاط طبية جراحية لكن للأسف لم نحصل على إجابات جيدة".

وقال د. نجم: "نطلب المساعدة من كل شخص أو منظمة ترعى حقوق الإنسان الأولية لكن دون جدوى".


ترك تعليق

التعليق