رحلت قبل أن تحقق حلمها.. وفاة أبرز ناشطات العمل الإغاثي في سوريا


نعى ناشطون وعاملون في المجال الإغاثي، "راوية الأسود"، أبرز ناشطات العمل الإغاثي في سوريا وإحدى مؤسسات منظمة "سوريات عبر الحدود"، التي فارقت الحياة صباح أمس الإثنين في المملكة العربية السعودية إثر أزمة قلبية ألمّت بها.

 وللراحلة أيادٍ بيضاء في العمل الإغاثي والتعليمي والطبي في مخيمات اللاجئين السوريين في الداخل السوري والأردن ولبنان وتركيا، وكانت حتى آخر أيامها أماً بكل معنى الكلمة للجرحى واللاجئين السوريين-بحسب وصف ناشطين-.
 

وروت صديقة الراحلة "سمارة أتاسي" لـ"اقتصاد" أن الراحلة وهي من مواليد مدينة حماة وخريجة كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، عملت في المجال الإغاثي والإنساني والسياسي منذ اليوم الأول للثورة السورية، وكانت كما تقول "مؤمنة بقضية الشعب السوري وبحريته وعملت ليلاً ونهاراً لمساعدة النازحين والمهجرين".

 وأضافت محدثتنا أن الفقيدة عملت في الداخل السوري وفي تركيا وأسست (دورات مياه في المخيمات) بالشمال السوري عام 2012، ومن ثم أسست مع مجموعة من السيدات السوريات "منظمة سوريات عبر الحدود" في الاْردن التي قدمت الخدمات للجرحى والمصابين، ومنظمة "ألمى" التي تعمل لمساعدة النساء السوريات في الداخل. وكانت-حسب قولها- "أماً وأختاً لكل الجرحى والجريحات أحبها الأطفال والكبار وكل من عمل معها".


 وفي العام ٢٠١٥ أسست الفقيدة مشروع "سوريات للتعليم" في الاْردن كما عملت في التعليم في الداخل السوري، وذلك بتعليم الطلاب في المخيمات العشوائية، وشاركت في حملة الكرفانات لمخيم الزعتري في شباط من عام ٢٠١٥، إلى جانب الكثير من الحملات الإغاثية في الاْردن وحملات رمضان والأضاحي في الداخل السوري.


 وأردفت محدثتنا أن الإغاثية الراحلة وضعت الكثير من الخطط لمساعدة الناس قبل وفاتها غير أن الأجل وافاها قبل أن تحقق ما ترنو إليه.

ولفتت إلى أن صديقتها الراحلة كانت معطاءة لآخر لحظة من حياتها وتعاملت باحترام وتقدير مع كل الناس لذلك أحبها كل من عرفها.

 وتابعت أن "راوية" رحلت قبل أن يتحقق حلمها، مضيفة أنها لطالما كانت تتحدث مع زميلاتها في فريق "سوريات عبر الحدود" عن المستقبل وتنهي حديثها بأن "المستقبل لكم ولا أتوقع أن يمد الله بعمري لأكون جزءاً من هذا المستقبل".


 وختمت أتاسي أن الثورة السورية فقدت بموت "راوية" واحدة من أهم ناشطيها، مضيفة أن "كل من عرفها ولم يعرفها بكاها، أما من كان قريباً منها فسيحتاج لدهر حتى يتقبل فكرة رحيلها".


ترك تعليق

التعليق