كيف فُوجئ موظف في MBC بمعلومة الحصار على دوما عام 2016؟


احتد الجدل بين النشطاء السوريين، مؤخراً، بخصوص اللوحة التشكيلية التي تحاكي حالة النزوح السورية، والتي قدمها "الفنان نزار علي بدر"، الموالي للنظام، في برنامج "أرابز غوت تالنت / "Arabs Got Talent الذي تعرضه قناة MBC4، مما سلط الضوء مجدداً على حادثة قديمة جرت مع "الفنان أكرم أبو الفوز" في العام 2016، حين كان الأخير محاصراً في مدينة دوما.

و"أبو الفوز"، هو فنان سوري برع في الرسم والزخرفة على مخلفات الحرب (الرصاص الفارغ، وقذائف الهاون، وبقايا الصواريخ) التي كانت تتساقط على مدينة دوما بالغوطة الشرقية، ليشتهر فيما بعد بفنه "الرسم على الموت".


لـ"أبو الفوز" حكاية بفصول متشعبة، لا يتسع المقام لسرد تفاصيلها كاملة، لكن ما حدث من جدل، دفع بـ"أبو الفوز" إلى رفع صوته والحديث مجدداً عن الحادثة.

يقول أبو الفوز: "في العام 2016 وحين كانت دوما تتعرض لقصف شبه يومي من قبل النظام فضلاً عن الحصار، تلقيت عرضاً من قناة MBC، للمشاركة بأعمالي في برنامج المواهب، والقدوم إلى بيروت، وحينها شرحت للمتصلين أن ذهابي إلى بيروت مستحيلاً بسبب الحصار الذي يفرضه النظام وحزب الله اللبناني على الغوطة الشرقية".

يضيف لـ"اقتصاد" من حيث انتهى به المطاف في الشمال السوري بعد التهجير من الغوطة، "المفاجأة أن المتصل من القناة لم يكن على دراية بما يجري في سوريا، ولا يعرف أن هناك مناطق في سوريا كانت أشبه بالسجن الكبير".

يردف أبو الفوز: "يبدو أن حالة عدم الدراية مستمرة للآن، بل هناك إصرار على تغييب المشاهد العربي عن الحقيقة الدامغة، وبدأ ذلك منذ أن قام عدد من الفنانين الموالين للنظام بنحت البوط العسكري ووجه حافظ الأسد على جدران أنفاق الغوطة، علماً بأن هذه الأنفاق كانت معدة أصلاً لتهريب الغذاء والدواء وحليب الأطفال إلى المحاصرين في الغوطة".

وليست جمالية اللوحة التشكيلية التي قدمها الفنان الموالي "بدر"، هي التي أثارت حفيظة غالبية السوريين، بل أحقية الفنان الذي أيد – ولا زال – من قام بتهجير السوريين، بتقديم لوحة عن مآسي المُهجّرين.

وعن ذلك، يقول أبو الفوز، "كان الغرض من الرسم على الموت توجيه رسالة سلام للعالم، بعيداً عن المتاجرة، وهذا هو الفرق الجوهري بيننا وبينهم، هم يريدون تلميع صورة القاتل من خلال المتاجرة بمعاناتنا نحن الضحايا أيضاً".

ويخبرنا "أبو الفوز" أنه شارك بأعماله "بالصور" في أكثر من 10 معارض عالمية (أوروبا، وأمريكا)، آخرها بعد وصوله الشمال السوري، حيث شارك في معرض ببريطانيا أيضاً بالصور، مشيراً إلى أنه "من حصار في الغوطة إلى حصار هنا في الشمال بسبب الوثائق الرسمية".

ولم يستطع "أبو الفوز" المشاركة في كثير من المعارض حول العالم، لأنه لا يحمل وثيقة سفر، تصدر عن النظام السوري.

وبالعودة إلى الفنان نزار علي بدر، يقول أبو الفوز: "البرنامج يريد عملاً فنياً بعيداً عن الجزئيات الأخرى"، مضيفاً "غير أن استغلال التهجير لم يقتصر على النظام فقط، وإنما شاركت فيه دول وجهات أخرى ومنها المعارضة".

منهياً بالقول "بدر عرف كيف يستغل هذه اللحظة، ولو كانت لدي الفرصة ذاتها لكنت أشرت إلى السبب والمسبب عن تهجيرنا".

ترك تعليق

التعليق