تعرّف على التفاصيل.. ارتفاع قياسي في أسعار اللحوم بدمشق وريفها


ارتفعت أسعار اللحوم بصنفيها الحمراء والبيضاء بشكلٍ ملحوظ في الآونة الأخيرة، في مدينة دمشق ومحافظات سورية أخرى، وذلك تزامناً مع التصريحات الحكومية التي توقعت انخفاضاً محدوداً في أسعارها بالأشهر القليلة القادمة.

أسباب الارتفاع

في السياق ذاته، قال "محمد عوض" صاحب أحد المداجن المخصصة لبيع الفروج في ريف دمشق، في تصريح خاص لـ"اقتصاد"، إن تكلفة تربية الفروج في فصل الشتاء تزيد كثيراً عمّا هو عليه الحال في الصيف؛ الأمر الذي يفرض على أصحاب المداجن تأمين محروقات للتدفئة وهو ما يخلق تكلفة مرتفعة، وعليه فقد وصل سعر كيلو الفروج الواحد إلى نحو 900 ليرة سورية، من أرض المدجنة.


واستدرك قائلاً :"خروج عدد من منتجي الفروج من الخدمة خلال الفترة الماضية، أدّى إلى انخفاض العرض في الأسواق في ظل زيادة الطلب، وما ساهم أيضاً في ارتفاع سعر الفروج هو ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بما يفوق الحالة الاقتصادية لشريحة واسعة من المواطنين".

وأضاف :"ارتفعت أسعار أجزاء الفروج وقطعه في السوق المحلية بنسب تقارب الـ 100%، إذ بلغ سعر كيلو الفروج 1300 ليرة سورية، وكيلو الشرحات 2200 ليرة، وكيلو الدبوس 1300 ليرة، وكيلو الوردة 1400، وكيلو الجوانح 900 ليرة، وكيلو السودة 1800 ليرة،والكستا 1800 ليرة، في حين ارتفع سعر صحن البيض ليصل إلى 1400 ليرة".


بدوره أكدّ "قتيبة حاج حسن" صاحب مطعم لبيع الشاورما والبروستد، في أحد أحياء العاصمة "دمشق"، أن الزيادة في أسعار الفروج المشوي والبروستد وصلت إلى حوالي 800 ليرة سورية، قياساً بالفترة الماضية، حيث يُباع كيلو الفروج للمطعم بـ 1250 ليرة، وصدر الفروج بـ 1900 ليرة سورية، ما أثر سلباً على عمل المطاعم وتسبب بانخفاض طلب المستهلكين بنسبة تصل إلى نحو50%.

وأوضح في حديثه لـ "اقتصاد" قائلاً: "يتراوح سعر الفروج البروستد حالياً بين 3000 إلى 3500 ليرة سورية، أمّا سعر الفروج المشوي فقد تجاوز عتبة الـ3000 ليرة، ووصل سعر كيلو الشاورما إلى 5 آلاف ليرة، والسندويشة بسعر 600 ليرة، فيما سجل كيلو البطاطا الجيدة 500 ليرة سوية، ولا شك أن هذه الأسعار تختلف من محلٍ لآخر وبين منطقة وأخرى".


وأرجع "حاج حسن" الأسباب التي تقف وراء الارتفاع في أسعار الفروج إلى الصعوبة في تأمين مادة الغاز، بالإضافة إلى أجور العمال المرتفعة والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي؛ ما يعني زيادة اعتماد مطاعم ومحال بيع الوجبات السريعة على المولدّات التي تعمل على المازوت بصورة أكبر من أجل الاستمرار بعملها.

اللحوم الحمراء

على الصعيد نفسه يتراوح سعر كيلو هبرة الغنم "المقشورة" بين6500 إلى 7000 ليرة سورية، في حين يبلغ سعر كيلو "المسوفة" 5500 ليرة، وكيلو الرقبة بعظمه 4400 ليرة، وكيلو سودة الغنم 4500 ليرة، وكيلو لية خاروف "زهرة" 3000 ليرة، وبالنسبة للعجل يبلغ سعر كيلو لحم هبرة العجل 4800 ليرة سورية، وكيلو الموزات 4000 ليرة، وكيلو الشرحات 4500 ليرة.

وعزا "علي أبو ذياب" تاجر ماشية من منطقة القلمون بريف دمشق، هذا الارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء، بأنه نتيجة لإحجام المربين في الوقت الراهن عن البيع؛ بسبب الولادات الجديدة مما سبب قلة العرض وبالتالي أثر ذلك على ارتفاع السعر في السوق.


ونبّه "أبو ذياب" في معرض حديثه لـ"اقتصاد"، بالقول : "دائماً ما ترتفع سوق الخروف مع بداية كل عام؛ وهو الموعد الذي تبدأ فيه ولادة الأغنام، لذلك يُفضل أغلب المربين تسمين أغنامهم بسبب توافر المياه والمراعي الطبيعية المجانية التي تغني عن الأعلاف المكلفة مما يؤثر على العرض أولاً، ويرفع من السعر ثانياً".

وأشار أيضاً إلى أن مرحلة ارتفاع أسعار لحوم الخروف آنية، وسرعان ما ستشهد انخفاضاً ملموساً بعد فترة وجيزة لتعود إلى ما كانت عليه قبل عدّة أشهر.


تبرير حكومي

يشتكي أبناء دمشق وريفها من الغلاء المستمر الذي يطرأ من حين إلى آخر على أسعار اللحوم بأنواعها، بحيث بات يرهق غالبية الأسر التي تعاني ظروفاً معيشية واقتصادية خانقة بفعل انعكاسات سنين الحرب الطويلة عليهم، دون أن تنجح حكومة النظام حتى الآن في إيجاد حلول ناجعة للتخفيف من تلك الأعباء التي تمس حياتهم اليومية.

ونقل موقع "بزنس 2 بزنس سورية" الموالي، يوم الثلاثاء عن "نزار سعد الدين" رئيس لجنة مربي الدواجن في "اتحاد الغرف الزراعية السورية"، قوله أن: "سبب الارتفاع يرجع إلى انخفاض العرض وبقاء الطلب كما هو"، وتوقع "سعد الدين" في الوقت نفسه أن "يشهد السوق انخفاض في أسعار الفروج في شهر نيسان/ إبريل القادم، إلا أن سعر الكيلو قد لا يقل عن (1050) ليرة سورية، خلال الفترة المقبلة".

وأشار "سعد الدين" إلى أن انخفاض أسعار لحوم الفروج مرتبطة بعودة المربين إلى السوق، إضافة إلى الحدِّ من عمليات انتشار الفروج المهرب وانخفاض الأسعار التي أجبرتهم-في وقت سابق- على البيع بأقل من سعر التكلفة.


ترك تعليق

التعليق