اقتصاديات.. الاقتصادي "حسن"، تاجر الحشيش والكبتاغون


لو سألت أي سوري أو لبناني عن معلوماته حول مصادر تمويل حزب الله، لقال لك بلا تردد: إيران أولاً، وتجارة المخدرات والحشيش والكبتاغون ثانياً..

وهناك من يؤكد أن حزب الله يستعين بعدد كبير من رجال الأعمال، الذين يستثمرون في تجارة الجنس و"الكباريهات" والقمار، وهؤلاء ينتشرون في عدد من عواصم العالم الكبرى، منها باريس ولندن والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى دبي وتركيا، وغيرها من دول العالم.

لذلك، حديث حسن نصر الله الأخير عن العقوبات البريطانية التي تم فرضها على حزبه، وتصنيفه على أنه إرهابي، هو حديث الموجوع، لأنه يعلم أن جزءاً مهماً من مصادر تمويله سوف تتعرض للمضايقة، سيما وأنه أكد أن العقوبات لن تقتصر على بريطانيا وحدها، إنما سوف تأخذ بها باقي الدول الكبرى.
 
من جهة ثانية، كان كلام نصر الله عن العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام السوري، ملفتاً للانتباه، فهي المرة الأولى التي يتطرق فيها لهذا الموضوع، على الرغم من أن العقوبات مفروضة منذ أكثر من سبع سنوات.. فما الجديد فيها الآن؟

الجديد بحسب الكثير من المراقبين، أن إيران الممول الأساسي لحزب الله، ومن ثم النظام السوري، لم يعد بمقدورها أن تمول الإثنين معاً.. وعلى ما يبدو أن الخيار يتجه نحو النظام السوري، تبعاً للأهمية الاستراتيجية بالنسبة لها.. لذلك حسن نصر الله في طرحه لهذا الموضوع، لا يدافع عن النظام السوري، بقدر ما يدافع عن مصادر تمويله التي باتت مهددة بالخطر.
 
ولا نغفل أن هناك تياراً كبيراً في إيران، يرفض تمويل النظام السوري، ويرى أن حزب الله أنفع له استراتيجياً، وبالتالي يجب الاستمرار في تمويله على حساب باقي العملاء الآخرين..
 
وقد قرأنا تصريح أحد المسؤولين الإيرانيين الكبار بالأمس، والذي يشغل منصب رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، ويدعى حشمت الله فلاحت بيشة، والذي قال على مرأى ومسمع من مسؤولين سوريين، أن ديون إيران على النظام السوري باتت كبيرة ويجب عليه تسديدها.

البعض رأى في هذا التصريح تحولاً خطيراً في العلاقة مع النظام السوري من ناحية إيران، إلا أن البعض الآخر، اعتبر ذلك في إطار الصراع داخل مجمع الصقور الإيراني، بين من يرى أن النظام السوري أكثر نفعاً لمصالح بلاده، وبين من يرى أن حزب الله،  هو الحليف الاستراتيجي الذي يجب أن تعتمد عليه إيران ولا تتخلى عنه.

إذاً.. حسن نصر الله في حديثه الاقتصادي، أراد أن يقف في الوسط، حيث أن قرار إيران بتمويله فقط، لا يحل المسألة، لأن النظام السوري في هذه الحالة، سوف يتسلط عليه، ويضيق من حركته.. وبنفس الوقت، إذا ذهب القرار إلى تمويل النظام، فهو يعني إضعاف قوة الحزب وتأثيره.

وفي جميع الحالات، نعتقد أن هناك مشكلة بدأت تطفو على السطح بين جميع الأطراف المتحالفة مع النظام، بدأت تظهر معالمها بعد زيارة بشار الأسد الأخيرة إلى إيران، والتي كانت برأي الكثير من المتابعين، لبحث جوانب اقتصادية بالدرجة الأولى، وذلك في ضوء الأزمات التي بدأ يعاني منها النظام السوري، وتهدد المكاسب التي حصدها بسيطرته على أغلب الأراضي السورية.
 
ولا ننسى كذلك، أن النظام السوري، بدأ بالفعل بالتضييق على حزب الله، من خلال مكافحة مهربي الحشيش والمخدرات التابعين له، حيث أنه خلال الأشهر الأخيرة، أي النظام السوري، قام بإلقاء القبض على العديد من هؤلاء المهربين، ومصادرة ما بحوزتهم من كميات كبيرة من المخدرات، كانوا يستعدون لتهريبها إلى دول الخليج والدول المجاورة بالإضافة إلى التسويق المحلي.

أخيراً، حسن نصر الله، أخفى الكثير من الكلام الذي كان يريد أن يقوله، من خلال تركيزه على العقوبات الاقتصادية على النظام السوري، وانفعاله وهو يذم الغرب لفرضه هذه العقوبات.. فهو أقر دون أن يدري أن هذه العقوبات تطاله بشكل مباشر، وتهدف إلى تجويعه.. وعلى ما يبدو أن الجوع قادم لا محالة.. وهو ما لم يقله حسن نصر الله صراحة، لكنه أوحى به.


ترك تعليق

التعليق