أوروبا تتوقع "تعهدات كبيرة" في مؤتمر مانحين من أجل سوريا


 اجتمع ممثلون كبار لعشرات الدول والمنظمات الدولية اليوم الخميس في مسعى جديد لجمع المساعدات لسوريا وسط ارهاق متزايد للمانحين مع دخول الصراع عامه التاسع.

وحذرت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ومؤسسات الفكر من أن الصراع، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 400 ألف شخص وأثار موجة من الهجرة زعزعت استقرار جيران سوريا وأصابت أوروبا أيضا، لا يزال بعيدا عن نهايته.

ويعيش حوالي 80 بالمائة من المواطنين داخل البلاد في فقر مدقع، ويعزف اللاجئون عن العودة خوفا من العنف أو التجنيد أو السجن.

وفر ما يقرب من ستة ملايين شخص من سوريا، يعيش الكثير منهم في ظروف محفوفة بالمخاطر في الأردن ولبنان وتركيا.

في افتتاح مؤتمر المانحين في بروكسل، قال مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأمم المتحدة، إن سوريا "لا تزال واحدة من الأزمات الكبرى في عصرنا".

وأعرب لوكوك عن قلقه العميق إزاء تهديد الصراع المفتوح في محافظة إدلب شمالي سوريا، حيث قتل أكثر من 90 شخصا الشهر الماضي، نصفهم تقريبا من الأطفال.

قال لوكوك "من شأن هجوم عسكري واسع النطاق على إدلب أن يخلق أسوأ كارثة إنسانية شهدها العالم في القرن الحادي والعشرين".

تقول الأمم المتحدة إن ثمة حاجة لتوفير 3.3 مليار دولار لتلبية احتياجات سوريا من المساعدات، بالإضافة إلى 5.5 مليار دولار أخرى لدعم البلدان المجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا، والتي لجأ إليها الكثير من السوريين.

ولا يزال نحو 11.7 مليون سوري يعتمدون على المساعدات وأجبر أكثر من 6 ملايين منهم على ترك منازلهم لكنهم ظلوا داخل البلاد.

قال لوكوك لممثلي حوالي 55 دولة و80 وفدا يتوقع حضورهم "إذا اقتربنا من المليارات الستة التي جمعناها العام الماضي، أو حتى أكثر منها قليلا، فسيكون ذلك يوما جيدا".

وأعلن الاتحاد الأوروبي، أكبر مانح للمساعدات في العالم، أنه سيقدم 560 مليون يورو (633 مليون دولار) هذا العام، في حين يعتزم تقديم نفس المبلغ في العام المقبل وفي عام 2021.

كما صرحت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، بأن الاتحاد الأوروبي سيقدم لتركيا 1.5 مليار يورو إضافية لمساعدتها في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع أنقرة لمنع اللاجئين والمهاجرين من مغادرة تركيا إلى أوروبا.

كان الاتحاد الأوروبي قد منح تركيا بالفعل حوالي 3 مليارات يورو للمساعدة في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين هناك.

وقالت موغريني إن الاتحاد الأوروبي، الذي يستضيف المؤتمر إلى جانب الأمم المتحدة، يأمل أن يعطي اجتماع المانحين زخما لمحادثات السلام المتوقفة التي تجري تحت رعاية الأمم المتحدة.

وقالت "نريد ألا يتعرض الشعب السوري للنسيان في لحظة يبدو فيها المجتمع الدولي أقل اهتماما. علينا أن يستمر التركيز على حل سياسي للصراع في سوريا. الأمر لم ينته بعد. الشعب السوري بحاجة إلى دعمنا".

لكن الاتحاد الأوروبي يرفض المساهمة في إعادة إعمار البلاد حتى يتم التوصل إلى تسوية سياسية.

وقال جان كريستوف بيليارد، نائب الأمين العام لدائرة العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي - وهو في الأساس مكتب الخارجية بالكتلة - قبل الاجتماع في إشارة إلى رأس النظام السوري، بشار الأسد "إنها رسالة له ولمؤيديه". لكن بعض المنظمات غير الحكومية تعتقد أن الموقف تجاه إعادة الإعمار يمكن أن يشكل عقبة خطيرة أمام جهود المساعدات الحقيقية.

وقال ماثيو هيمسلي، مستشار السياسة والإعلام في الشأن السوري في مؤسسة أوكسفام "لسنا هنا لبناء شبكة مياه جديدة لسوريا ولبناء شبكة مدرسية جديدة كاملة. نحن هنا للتأكد من أنه يمكن تعليم الأطفال في فصل دراسي لا تتسرب إليه مياه الأمطار من النوافذ المكسرة، وألا تتدفق مياه الصرف إلى منازل المواطنين".

تغيبت سوريا عن مؤتمر المانحين. فلم توجه الدعوة إلى ممثلين عن حكومة النظام أو المعارضة، لكن ممثلي منظمات المجتمع المدني في بروكسل الذي حضروا المؤتمر أعربوا عن قلقهم من أن تضغط الدول المانحة على اللاجئين السوريين للعودة، على الرغم من المخاطر والشكوك التي يواجهونها.

حذرت ربى محيسن، مديرة منظمة سوا للتنمية والإغاثة "يجب أن نكون حذرين للغاية. هناك الكثير من الوفود الحكومية هنا للترويج للعودة، وخاصة من دول الجوار".

ترك تعليق

التعليق