الدول المانحة لسوريا تقدم تعهدات تتجاوز 6.5 مليار دولار


 أعلن مسؤول كبير في الامم المتحدة اليوم الخميس أن المانحين الدوليين في طريقهم للتعهد بتقديم اكثر من 6.5 مليار دولار من المساعدات لسوريا واللاجئين الذين فروا من الصراعات، مع دخول الصراع عامه التاسع.

لكن جزءا كبيرا من هذه الأموال - حوالي 1.5 مليار يورو (1.7 مليار دولار) - قدمه الاتحاد الأوروبي في عام 2015 بالفعل إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إطار اتفاق لحمل خفر السواحل التركي على منع اللاجئين السوريين وغيرهم من المهاجرين من الوصول إلى اليونان.

وقال مارك لوكوك مدير الشؤون الانسانية بالأمم المتحدة للصحفيين في مؤتمر المانحين في بروكسل "يبدو في الوقت الحالي أننا سنجمع 6.5 مليار دولار على الاقل وربما أكثر من ذلك. ربما تقترب من سبعة مليارات. هذه نتيجة مهمة للغاية. إذا انتهى الأمر على هذا النحو، سنكون سعداء".

أعلن الاتحاد الأوروبي، أكبر مانح للمعونات في العالم ، تقديم 560 مليون يورو (633 مليون دولار) هذا العام، بينما يخطط لتقديم نفس المبلغ في العام المقبل وعام 2021.

كما صرحت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، بأن الاتحاد الأوروبي سيقدم لتركيا 1.5 مليار يورو إضافية لمساعدتها في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع أنقرة لمنع اللاجئين والمهاجرين من مغادرة تركيا إلى أوروبا.

كان الاتحاد الأوروبي قد منح تركيا بالفعل حوالي 3 مليارات يورو للمساعدة في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين هناك.

قال لوكوك إن عرض الاتحاد الأوروبي تقديم 1.5 مليار يورو من هذه الشريحة الثانية "هو أحد الأسباب التي تجعل الأمر يبدو وكأننا سنحقق نتائج جيدة بشأن التعهد".

تعهدت الولايات المتحدة بتقديم 396 مليون دولار لدعم اللاجئين.

تقول الأمم المتحدة إن ثمة حاجة لتوفير 3.3 مليار دولار لتلبية احتياجات سوريا من المساعدات، بالإضافة إلى 5.5 مليار دولار أخرى لدعم البلدان المجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا، والتي لجأ إليها الكثير من السوريين.

حذرت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ومؤسسات الفكر من أن الصراع، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 400 ألف شخص وأثار موجة من الهجرة زعزعت استقرار جيران سوريا وأصابت أوروبا أيضا، لا يزال بعيدا عن نهايته.

يعيش حوالي 80 بالمائة من المواطنين داخل البلاد في فقر مدقع، ويعزف اللاجئون عن العودة خوفا من العنف أو التجنيد أو السجن.

قالت موغريني إن الاتحاد الأوروبي، الذي يستضيف المؤتمر إلى جانب الأمم المتحدة، يأمل أن يعطي اجتماع المانحين زخما لمحادثات السلام المتوقفة التي تجري تحت رعاية الأمم المتحدة.

وقالت "نريد ألا يتعرض الشعب السوري للنسيان في لحظة يبدو فيها المجتمع الدولي أقل اهتماما. علينا أن يستمر التركيز على حل سياسي للصراع في سوريا. الأمر لم ينته بعد. الشعب السوري بحاجة إلى دعمنا".

لكن الاتحاد الأوروبي يرفض المساهمة في إعادة إعمار البلاد حتى يتم التوصل إلى تسوية سياسية.

تغيبت سوريا عن مؤتمر المانحين. فلم توجه الدعوة إلى ممثلين عن حكومة النظام أو المعارضة، لكن ممثلي منظمات المجتمع المدني في بروكسل الذي حضروا المؤتمر أعربوا عن قلقهم من أن تضغط الدول المانحة على اللاجئين السوريين للعودة، على الرغم من المخاطر والشكوك التي يواجهونها.

ترك تعليق

التعليق