ما أصعب إقناع السوريين..!


يجد بشار الأسد وإعلامه، صعوبة بالغة في إقناع السوريين، بأنهم انتصروا على المؤامرة الكونية، لسبب أنهم بدأوا يعترفون، أن الأوضاع لن تعود إلى سابق عهدها، قبل العام 2011، والمقصود هنا الأوضاع المعاشية والاقتصادية.

أحد المواقع الإعلامية المدافعة عن فكرة الانتصار، يتساءل: كيف سيقتنع السوريون أن البواخر المحملة بالمشتقات النفطية، يتم استهدافها بالبحر قبل أن تصل إلى سوريا..؟ وبالتالي كيف سيقتنعون أن ذلك هو ما يسبب الأزمة بالكهرباء والمازوت والبنزين والقمح وارتفاع سعر الدولار..؟
 
ويجيب الموقع الذي يدعى "سيرياستيبس": "لعلّها الغلطة المجتمعيّة، أن أكملت المخيلة والمزاج العام، سلسلة الانتصار وأعلنته نصراً كاملاً، ونسيت أن تدرك أن هذا النصر هو نصر عسكري سياسي بالدرجة الأولى، وأن هذا النصر ما زال منقوصاً طالماً أن لقمة السوري ما زالت مهددة، وطالما أن هناك عقوبات ما زالت مفروضة ويتم فرضها حتى هذه الدقيقة، وطالما أن هناك خدمات ما زالت بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والعناية، وطالما أن هناك منشآت ما زالت في طور التأهيل والتشغيل، وطالما أننا مازلنا مهيئون لمزيد من الأزمات الطارئة التي يفرضها واقع وفوضى ما بعد الحرب وليس واقع التخاذل أو التقصير في حل هذه الأزمات من قبل الدولة".

ويذهب الموقع بالاعتراف بالمستقبل المظلم إلى ما هو أبعد من ذلك، عندما يقول: "الحقيقة المُرة التي يجب أن يتقبلها الجميع هي أن رُكَبْ البلد ما زالت مكسورة، فالحرب لم تتوقف بعد، وها نحن أمام فصل جديد أشدّ قسوةً".

وبحسب الكثير من المتابعين، فإن إعلام النظام السوري بدأ يهيئ جمهوره لسلسلة أزمات قادمة، بعدما شعر بالمبالغة في تصوير فكرة النصر والانتصار، حيث تشير التوقعات إلى أن الليرة السورية أمام مفترق خطير، قد تهبط فيه إلى مستويات كبيرة أمام الدولار، وما يدعم هذا التوقع سياسة الإقراض التي بدأت تعلن عنها المصارف وبمبالغ كبيرة للصناعيين وذوي الدخل المحدود، في وقت أخذت فيه الحكومة تتحدث عن إجراءات تقشفية وإعادة النظر بالإنفاق العام والاستثماري.

ترك تعليق

التعليق