سوق إدلب.. ركود يشير إلى درجة الاعتماد على الأرياف


هدوء وترقب تشهده محافظة إدلب بعد أيام دامية شهدتها المحافظة بالكامل، مما جعل أسواق المدينة تشهد ركوداً عاماً على مستوى التجارة، وفي إشارة هامة إلى اعتماد مدينة إدلب على أهالي الأرياف الأربعة المحيطة بها، في البيع والشراء وتحريك النشاط التجاري.

"اقتصاد" جال في الأسواق للتعرف على بعض الأمور المتعلقة بالبيع والشراء وحركة الأسواق في الأيام القليلة الماضية. وفي لقاء مع "أبو خالد"، أحد تجار مدينة إدلب في مجال بيع الألبسة الجاهزة، حدثنا عن أسباب الركود الحاصل في الأسواق مشيراً إلى أن البيع تراجع بنسبة 60% في ظل حالة من الترقب والحذر الذي يحيط بالمدينة.

 وأضاف أيضاً أن سوق إدلب يعتمد كثيراً على الحركة الخارجية، ويقصد هنا أرياف مدينة إدلب، لأن أهالي الريف يقصدون سوق مدينة إدلب بسبب تنوع البضائع وأسعاره المعقولة، لذلك يُعد السوق اليوم في أضعف حالاته.

وعقّب "أبو خالد": "وصلنا إلى درجة عدم تحصيل إيجار المحل والبيت، والبيع بخسارة حتى نستطيع الاستمرار. وهذا يعد خسارة كبيرة لنا كتجار، أنا وغيري".

وفي سياق متصل، أجرينا لقاء مع صاحب مطعم في وسط المدينة ويدعى "مصطفى"، الذي أكد لـ "اقتصاد" تراجع البيع بشكل ملحوظ. وأعطى مثالاً أنه كان يبيع "2 سيخ" شاورما في اليوم. أما الآن فهو لا يتجاوز "السيخ الواحد".

وعلل "مصطفى" السبب بأن أغلب الشوارع فارغة في ظل الخوف الحاصل بين الناس، تارة من المفخخات التي تضرب المدينة، وتارة أخرى من قلة العمل والفقر المتفشي في المدينة، حسب وصفه.

 وعن حركة الناس من الأرياف، أكد أن "ثلاثة أرباع عمله" يعتمد على أبناء الريف. لكن حتى أبناء الريف أصبحوا يخافون من التفجيرات، ولم يعودوا يجرؤون على النزول إلى المدينة.

وفي لقاء آخر مع أحد التجار من خارج مدينة إدلب في الريف الشمالي، وهو صاحب محل لبيع الأحذية، ويعتمد على بضاعته المُشتراة من المدينة، قال: "أنا اليوم لا أجرؤ على النزول للمدينة بسبب الأوضاع المتردية وأنتظر حتى يعم الهدوء حتى أنزل للمدينة وآخذ حاجتي من البضائع. واليوم حتى الريف لا توجد به الحركة المطلوبة لكل بائع وتاجر، لأن القصف والتهديد الأمني جعل المناطق المحررة معدومة الحركة".

 وأضاف: "أيضاً حتى الزبائن لم تعد كالسابق، فاليوم كله يختصر على الأكل والشرب وبعض الحاجيات المهمة".

وتابع: "منذ شهرين كان معدل البيع لكل يوم من 10 إلى 15 زوج أحذية. أما اليوم فلا يتعدى الـ 5 أزواج أحذية. وهناك أيام لا نبيع فيها شيئاً أبداً".

وضمن جولتنا التقينا سيدة لديها محل في المدينة لبيع فساتين العرس، وعن نفس الموضوع أكدت أن "الوضع لم يعد يحتمل، والناس تعيش بخوف كبير"، مشيرةً إلى أن كثيراً من الناس أجّلت أعراسها وحفلاتها بالتزامن مع ترقب وقلق لم تشهده المحافظة منذ مدة.

وأكدت السيدة أن مبيعها اليومي كان يصل إلى 60 أو 70 ألف ليرة كمعدل وسطي للمحل. أما اليوم فهي تبيع قطعة أو تغلق كما فتحت، حسب وصفها.

"أبو أسامة"، سائق تكسي يعمل في الأسواق وينتظر الزبائن، وضمن الحديث المشار إليه، أكد أن حركة العمل أصبحت شبه معدومة، "وحتى الطلبات لخارج المدينة لم نعد نحصل عليها. واليوم إن استطعنا تحصيل طلب أو طلبين داخل المدينة نكون قد حصلنا على خبز يومنا لا غير".

وفي نهاية الجولة لاحظنا أن عدداً كبيراً من مستأجري المحلات يغلقون محلاتهم ويسلمونها لأصحابها بسبب ضعف العمل وعدم تحصيل الإيجار المستحق شهرياً.

ترك تعليق

التعليق