الترويج للعودة عبر معبر "كسب".. سخرية، وحالات قتل تحت التعذيب
- بواسطة أحمد زكريا - خاص - اقتصاد --
- 17 آذار 2019 --
- 0 تعليقات
نشرت مواقع موالية لنظام الأسد صوراً تظهر عودة عدد من اللاجئين عبر معبر "كسب" على الحدود مع تركيا، بعد أن تم افتتاحه أمام الراغبين بالعودة لسوريا.
ونشرت صفحات "فيسبوك" مهتمة بتغطية الأحداث في مناطق النظام وتعد تابعة له، ما مفاده: "رسمياً: فتحت الجهات المعنية معبر كسب على الحدود مع تركيا أمام السوريين الراغبين بالعودة إلى وطنهم الأم سورية"، مؤكدة عودة العشرات من الشباب السوريين إلى سوريا عبر هذا المعبر.
وأرفقت ذات المصادر في منشوراتها على "فيسبوك" عبارة: "إلى السوريين في تركيا.. ضـبوا الشـناتـي وعودوا إلى الوطن بشكل نظامي".
ومع أوائل شهر آذار/مارس الحالي، بدأ عضو هيئة المصالحة الوطنية في حكومة النظام والمعارض السابق المدعو "عمر رحمون" بالترويج لعودة السوريين عبر هذا المعبر، الأمر الذي دفع بكثيرين لاعتباره "عراباً" لتلك الدعوات وتسهيلها.
وبدأ "رحمون" بنشر مقاطع فيديو لما وصفها بمشاهد تظهر عودة عدد من الشباب السوريين من تركيا إلى الأراضي السورية عبر معبر "كسب" الحدودي وبثه لقاءات مباشرة معهم من أمام "مركز الهجرة والجوازات في كسب"، لافتاً إلى أن العودة هي "للمشاة" فقط، مطالباً الجميع بالعودة إلى بلدهم سوريا.
وعن آلية السفر والدخول إلى سوريا من خلال معبر "كسب" الحدودي قال "رحمون" على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، إنه "يجب على الشخص السوري المتواجد في أي ولاية من ولايات تركيا استصدار إذن سفر باتجاه مدينة (أنطاكية)، ومن ثم مراجعة الأمنيات في تلك المدينة للحصول على إذن خروج عبر المعبر بعد أن يقوم بتسليم بطاقة التعريف التركية (الكميلك) وإذن السفر وورقة الخروج للمعبر التركي"، مؤكداً أن الدخول إلى معبر "كسب" لا يتطلب جواز سفر أو أي وثيقة أخرى، "بل يتم إدخالك لمجرد أنك مواطن سوري"، على حد تعبيره.
ولفت "رحمون" إلى أن كل شاب سوري يدخل المعبر يحصل من مركز الهجرة والجوازات في كسب على ورقة لمراجعة فرع الأمن السياسي في محافظته، معتبراً أن مراجعة فرع الأمن "السياسي" هو أمر روتيني، على حد وصفه.
ردود فعل ساخرة
وأثارت تلك الدعوات من قبل شخصيات محسوبة على النظام في الترويج للعودة إلى "حضن الوطن"، ردود فعل ساخرة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل ما تشهده سوريا من وضع اقتصادي متردٍ وأزمات معيشية تلقي بظلالها على المواطنين في مناطق وجود النظام.
وقال بعضهم: "مافي كهربا.. مافي مازوت.. مافي غاز.. ليش ترجعوا؟ ع أساس جايين عالنعيم؟ بس يلاه الوطن غالي بيستاهل نموت فيه".
وقال آخرون: "تعالوا والله العظيم مافي شي...هههههههه.لاكهرباء.لامازوت.لاغاز.لاموصلات.لامي. والانترنت.. ههههههه مافي شي".
وقال أحدهم: " ارجعوا على حضن الوطن يا شباب ترى نسبه البطالة لا تتجاوز 99٪"، في حين سخرت إحداهن قائلة: "فينا نطلع من المعبر ولا بس منرجع منه؟".
"الروس".. العقل المدبر لتلك الخطوة
واستعادت قوات النظام السيطرة على بلدة "كسب" بريف اللاذقية منذ منتصف العام 2014، وعلى الرغم من أن المعبر مفتوح من جانب النظام أمام الراغبين بالعودة من تركيا منذ العام 2015 إلا أن الترويج للعودة في هذا الوقت بالذات يثير العديد من التساؤلات بحسب متابعين للوضع في سوريا.
المحامي "مصطفى الرجب" اعتبر أن نظام الأسد يريد من تلك الخطوة ضمان نجاحه في الانتخابات المزعومة وعلى أساس ديمقراطي وبإشراف أممي.
وأضاف في حديثه لموقع "اقتصاد"، إن المعبر شهد عودة بعض العائلات ولكن بعضهم عاد بضغط من النظام على أقربائهم في الداخل واعطائهم ضمانات بعدم التعرض لهم، مبيناً أن الأمر كان غريباً بالنسبة لهم ولكن اتضح فيما بعد أن الروس وراء ذلك الأمر، مؤكداً عودة 16 عائلة إلى ريف حمص الشمالي.
وحول ردة فعل الموالين وسخريتهم من تلك الخطوة قال "الرجب": "بالنسبة للموالين للنظام بعضهم رحب بالخطوة والبعض سخر منها بدعوى أن الأمر لا يتعدى كونه فخ والثمن سيكون بالمستقبل إذا بقي هذا النظام".
حالات قتل تحت التعذيب لأشخاص عادوا من معبر "كسب"
المحامي والعضو في هيئة القانونيين السوريين الأحرار "عبد الناصر حوشان" وخلال حديثه لموقع "اقتصاد"، اعتبر أن الحملة التي يقوم بها "الشبيح" عمر رحمون، ليست الأولى، وإنما تأتي في سياق سعي النظام الدائم لاستقطاب الشباب الهاربين من الخدمة العسكرية سواء الفارين منهم أو المتخلفين عن أدائها، على حد تعبيره.
وتابع "حوشان" بالقول: "للأسف يوجد في تركيا خلايا تابعة للنظام مرتبطة بالمخابرات تصول وتجول بكامل حريتها في الأراضي التركية، تقوم على الترويج للعودة منها خلايا تعمل تحت ستار التجارة وأخرى منتديات شبابية".
ولفت الانتباه، إلى توثيق عدد من الحالات لأشخاص قضوا تحت التعذيب تم اعتقالهم من قبل قوات أمن النظام بعد عودتهم من معبر "كسب" الحدودي، ومن معابر "لبنان"، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وقال: "إن الأمر لا يعدو مجرد فقاعة إعلامية تقف ورائها المخابرات السورية لاصطياد الشباب الهاربين من الخدمة فقط، وكل ما يروجه (عمر الرحمون) هو عبارة عن اغراءات اعلامية إذ لا ضمانات لأي شخص يعود عن طريقهم، علماً أن هناك أكثر من خمس حالات وفيات تحت التعذيب خلال الأشهر الثلاثة الماضية بين شباب عادوا عبر معبر كسب، ومعابر لبنان، ثلاث من محافظة حماة واثنان من ريف محافظة حمص".
وعن الإحصاءات التي لديهم حول من أعداد من عادوا عبر معبر "كسب" إلى الداخل السوري أوضح "حوشان" أن الأعداد قليلة جداً لا تتعدى "المائة" شخص، وأغلبهم ممن ليس له نشاط ثوري سابق، ولدى عودتهم يتم استلامهم من قبل الفروع الأمنية للتحقيق معهم حول المعلومات التي لديهم حول نشاط الثوار والمعارضة في تركيا، وأغلبهم ما زال في الفروع الأمنية يخضعون للاستجواب منذ شهور.
ونشرت صفحات "فيسبوك" مهتمة بتغطية الأحداث في مناطق النظام وتعد تابعة له، ما مفاده: "رسمياً: فتحت الجهات المعنية معبر كسب على الحدود مع تركيا أمام السوريين الراغبين بالعودة إلى وطنهم الأم سورية"، مؤكدة عودة العشرات من الشباب السوريين إلى سوريا عبر هذا المعبر.
وأرفقت ذات المصادر في منشوراتها على "فيسبوك" عبارة: "إلى السوريين في تركيا.. ضـبوا الشـناتـي وعودوا إلى الوطن بشكل نظامي".
ومع أوائل شهر آذار/مارس الحالي، بدأ عضو هيئة المصالحة الوطنية في حكومة النظام والمعارض السابق المدعو "عمر رحمون" بالترويج لعودة السوريين عبر هذا المعبر، الأمر الذي دفع بكثيرين لاعتباره "عراباً" لتلك الدعوات وتسهيلها.
وبدأ "رحمون" بنشر مقاطع فيديو لما وصفها بمشاهد تظهر عودة عدد من الشباب السوريين من تركيا إلى الأراضي السورية عبر معبر "كسب" الحدودي وبثه لقاءات مباشرة معهم من أمام "مركز الهجرة والجوازات في كسب"، لافتاً إلى أن العودة هي "للمشاة" فقط، مطالباً الجميع بالعودة إلى بلدهم سوريا.
وعن آلية السفر والدخول إلى سوريا من خلال معبر "كسب" الحدودي قال "رحمون" على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، إنه "يجب على الشخص السوري المتواجد في أي ولاية من ولايات تركيا استصدار إذن سفر باتجاه مدينة (أنطاكية)، ومن ثم مراجعة الأمنيات في تلك المدينة للحصول على إذن خروج عبر المعبر بعد أن يقوم بتسليم بطاقة التعريف التركية (الكميلك) وإذن السفر وورقة الخروج للمعبر التركي"، مؤكداً أن الدخول إلى معبر "كسب" لا يتطلب جواز سفر أو أي وثيقة أخرى، "بل يتم إدخالك لمجرد أنك مواطن سوري"، على حد تعبيره.
ولفت "رحمون" إلى أن كل شاب سوري يدخل المعبر يحصل من مركز الهجرة والجوازات في كسب على ورقة لمراجعة فرع الأمن السياسي في محافظته، معتبراً أن مراجعة فرع الأمن "السياسي" هو أمر روتيني، على حد وصفه.
ردود فعل ساخرة
وأثارت تلك الدعوات من قبل شخصيات محسوبة على النظام في الترويج للعودة إلى "حضن الوطن"، ردود فعل ساخرة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل ما تشهده سوريا من وضع اقتصادي متردٍ وأزمات معيشية تلقي بظلالها على المواطنين في مناطق وجود النظام.
وقال بعضهم: "مافي كهربا.. مافي مازوت.. مافي غاز.. ليش ترجعوا؟ ع أساس جايين عالنعيم؟ بس يلاه الوطن غالي بيستاهل نموت فيه".
وقال آخرون: "تعالوا والله العظيم مافي شي...هههههههه.لاكهرباء.لامازوت.لاغاز.لاموصلات.لامي. والانترنت.. ههههههه مافي شي".
وقال أحدهم: " ارجعوا على حضن الوطن يا شباب ترى نسبه البطالة لا تتجاوز 99٪"، في حين سخرت إحداهن قائلة: "فينا نطلع من المعبر ولا بس منرجع منه؟".
"الروس".. العقل المدبر لتلك الخطوة
واستعادت قوات النظام السيطرة على بلدة "كسب" بريف اللاذقية منذ منتصف العام 2014، وعلى الرغم من أن المعبر مفتوح من جانب النظام أمام الراغبين بالعودة من تركيا منذ العام 2015 إلا أن الترويج للعودة في هذا الوقت بالذات يثير العديد من التساؤلات بحسب متابعين للوضع في سوريا.
المحامي "مصطفى الرجب" اعتبر أن نظام الأسد يريد من تلك الخطوة ضمان نجاحه في الانتخابات المزعومة وعلى أساس ديمقراطي وبإشراف أممي.
وأضاف في حديثه لموقع "اقتصاد"، إن المعبر شهد عودة بعض العائلات ولكن بعضهم عاد بضغط من النظام على أقربائهم في الداخل واعطائهم ضمانات بعدم التعرض لهم، مبيناً أن الأمر كان غريباً بالنسبة لهم ولكن اتضح فيما بعد أن الروس وراء ذلك الأمر، مؤكداً عودة 16 عائلة إلى ريف حمص الشمالي.
وحول ردة فعل الموالين وسخريتهم من تلك الخطوة قال "الرجب": "بالنسبة للموالين للنظام بعضهم رحب بالخطوة والبعض سخر منها بدعوى أن الأمر لا يتعدى كونه فخ والثمن سيكون بالمستقبل إذا بقي هذا النظام".
حالات قتل تحت التعذيب لأشخاص عادوا من معبر "كسب"
المحامي والعضو في هيئة القانونيين السوريين الأحرار "عبد الناصر حوشان" وخلال حديثه لموقع "اقتصاد"، اعتبر أن الحملة التي يقوم بها "الشبيح" عمر رحمون، ليست الأولى، وإنما تأتي في سياق سعي النظام الدائم لاستقطاب الشباب الهاربين من الخدمة العسكرية سواء الفارين منهم أو المتخلفين عن أدائها، على حد تعبيره.
وتابع "حوشان" بالقول: "للأسف يوجد في تركيا خلايا تابعة للنظام مرتبطة بالمخابرات تصول وتجول بكامل حريتها في الأراضي التركية، تقوم على الترويج للعودة منها خلايا تعمل تحت ستار التجارة وأخرى منتديات شبابية".
ولفت الانتباه، إلى توثيق عدد من الحالات لأشخاص قضوا تحت التعذيب تم اعتقالهم من قبل قوات أمن النظام بعد عودتهم من معبر "كسب" الحدودي، ومن معابر "لبنان"، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وقال: "إن الأمر لا يعدو مجرد فقاعة إعلامية تقف ورائها المخابرات السورية لاصطياد الشباب الهاربين من الخدمة فقط، وكل ما يروجه (عمر الرحمون) هو عبارة عن اغراءات اعلامية إذ لا ضمانات لأي شخص يعود عن طريقهم، علماً أن هناك أكثر من خمس حالات وفيات تحت التعذيب خلال الأشهر الثلاثة الماضية بين شباب عادوا عبر معبر كسب، ومعابر لبنان، ثلاث من محافظة حماة واثنان من ريف محافظة حمص".
وعن الإحصاءات التي لديهم حول من أعداد من عادوا عبر معبر "كسب" إلى الداخل السوري أوضح "حوشان" أن الأعداد قليلة جداً لا تتعدى "المائة" شخص، وأغلبهم ممن ليس له نشاط ثوري سابق، ولدى عودتهم يتم استلامهم من قبل الفروع الأمنية للتحقيق معهم حول المعلومات التي لديهم حول نشاط الثوار والمعارضة في تركيا، وأغلبهم ما زال في الفروع الأمنية يخضعون للاستجواب منذ شهور.
التعليق