الدولار يقض مضجع موظفي الحسكة.. والسلع الإيرانية تربح


استلم راتبه، ليصرفه كاملاً في اليوم الأول من شهر آذار، ولم يستطع الإيفاء بكامل التزاماته. ذلك نموذج عن حال الموظفين في الحسكة، حيث دفع الغلاء بفعل ارتفاع الدولار، وضعف القوة الشرائية، إلى اللجوء للبضائع الإيرانية، بدل نظيرتها التركية.

وتذبذب سعر الدولار في الحسكة، خلال الأيام القليلة الماضية، قرب وسطي 530 ليرة. أي أن الليرة خسرت ما نسبته 14% من قيمتها خلال بضعة أشهر، الأمر الذي انعكس على الأسعار، وزاد الأعباء المالية على الموظفين وأرباب الأسر الفقيرة، الذين باتوا يشكون صعوبة الحصول على قوت يومهم.

يقول محمد المحمود (41 عاماً)، وهو موظف عمومي: "استلمت راتبي 35 ألف ليرة (66 دولار) صرفته كاملاً في اليوم الأول من شهر آذار ولم يفِ بالتزاماتي، بعد أن دفعت 10 آلاف ليرة (20 دولار) أجرة شهرية لسيارة نقل أولادي إلى المدرسة، ثم دفعت 6 آلاف ليرة اشتراك في شبكة كهرباء الأمبيرات (مولدات خاصة)"، مشيراً إلى أنه كان يجب أن يدفع 20 ألف ليرة لمحل السمانة (بقالة) ديون الشهر الفائت، وهكذا سيقضي هذا الشهر عبر استدانة المواد الغذائية من البقال حتى مطلع الشهر المقبل مضافاً إليها 1000 ليرة من حساب الشهر السابق.

ويُجبر الموظف على العمل مقابل أجرة يومية في يومي العطلة الأسبوعية لتأمين ثمن الخبز و"الخاثر- (اللبن)" كل صباح، وهي مواد لا يمكن تأجيل حسابها ولا يستغنى عنها.

يستدرك المحمود قائلاً: "يوم أمس الأحد اشتريت حقنة دواء بسعر 10 آلاف ليرة حقنة واحدة، هذا عدا عن معاينة 3 آلاف ليرة وأيضاً تصوير إيكو 3 آلاف وتخطيط قلب بـ 2000 ليرة، هذا عدا عن شراء باقي الأدوية بـ 2000 ليرة، وأخيراً أجرة التكسي من حي الناصرة إلى مركز المدينة ذهاباً وإياباً، 1000 ليرة".

ويتساءل الرجل: "كيف سأفكر بكسوة أبنائي والألبسة (نار كبرى) لا تنخفض؟!".

زيادة لأسعار وصلت في بعض السلع إلى 40%، فارتفع  لبن البقر من 150 إلى 250 ليرة، ولبن الغنم من 250 إلى 350 ليرة في بقاليات ودكاكين  مدينة الحسكة، واللبن وجبة صباحية أساسية  لدى أهالي المدينة، وهنا يجب الاشارة إلى وفرة المراعي هذا العام، الأمر الذي يساهم بانخفاض أسعار الحليب ومشتقاته لأنها تصبح إنتاجاً محلياً 100 % لعدم حاجة الحيوانات للأعلاف المستوردة، ما يعني عدم وجود مبرر لرفع أسعارها.

ويبين "سامر باهي"  أحد مستوردي البضائع  لـ"اقتصاد" أنهم يستوردون السلع والبضائع المتعلقة بالإنتاج الزراعي من إيران، مشيراً إلى أنهم يستوردون السلع الإيرانية لأنها رخيصة مقارنة بالسلع التركية القادمة عبر منبج ومناطق درع الفرات.

وأشار باهي إلى أنهم كتجار يجتمعون حالياً بمجموعات، تمثل شركة مساهمة صغيرة، قيمة كل سهم فيها 10 آلاف دولار، ليطلبوا البضائع من إيران كي تصل قبل عطلة عيد النوروز عبر كردستان العراق إلى الحسكة من خلال معبري السويدية (الوليد) وسيمالكا (التونسية) بمنطقة المالكية.

وفي الوقت الذي يرفع المستوردون والتجار الأسعار عندما يرتفع سعر الدولار بحجة دفع الجمارك على المعابر وترانزيت شمال العراق، لا يخفضونها عند انخفاض سعر الدولار أمام الليرة السورية، على اختلاف السلع المستوردة سواء كانت مواد غذائية أو ألبسة أو مستلزمات زراعية.


ترك تعليق

التعليق