آراء في إدلب.. حول مشروع سرافيس النقل الداخلي


نتيجة ازدياد عدد السكان في مدينة إدلب، وبهدف التخفيف من حدة الازدحام المروري وتأمين وسائل نقل لأهالي المدينة والقاطنين فيها، وخاصة لذوي الدخل المحدود، قام مجلس مدينة إدلب بإطلاق مشروع النقل الداخلي بخطين رئيسيين، شمالي وجنوبي، بحيث يغطيا كافة المناطق الهامة داخل المدينة وخصوصاً الكليات والمعاهد والمشافي والمنطقة الصناعية.

جهد كبير بذلته اللجنة المكلفة في إطلاق هذا المشروع، حيث أوضح لنا "عبدالله خيزران"، أحد أعضاء اللجنة، أبرز الخطوات التي اتُخذت عبر تحديد خطوط السير واستقبال طلبات أصحاب السرافيس، وتجهيز الموقف الرئيسي لوقوف السرافيس والكائن قرب كراج الانطلاق. كما تم تحديد سعر تعرفة الركوب بمبلغ وقدره ( ٧٥ ) ليرة سورية بعد التنسيق والتشاور مع لجنة السير وإدارة فرع المرور ومديرية النقل.

ولمعرفة المزيد عن هذا المشروع ومدى نجاحه، أجرى موقع "اقتصاد" جولة ميدانية داخل مدينة إدلب ورصد آراء المواطنين وبعض أصحاب السرافيس عن هذا المشروع الحيوي الهام للمدينة.

"أبو عبدو"، صاحب إحدى السرافيس العاملة على الخط الشمالي، أكد أن المشروع خطوة جيدة للمدينة، لكنه ضعيف جداً في بدايته، باعتباره مشروعاً ينفذ لأول مرة داخل المدينة، وسكان إدلب لم يعتادوا عليه بعد، إضافة لوجود عدة مشاكل تعترض نجاحه ومنها مكان الموقف الرئيسي الذي يبعد عن وسط المدينة والسوق، وارتفاع سعر مادة المازوت، بحيث أن السرفيس تقوم بالتجوال على الخط ذهاباً وإياباً كل ربع ساعة مما يؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة من المازوت بما لا يتناسب مع عدد الركاب الذين يستخدمون سرافيس النقل الداخلي. وقد طالب "أبو عبدو" بدعم سياراتهم بالمحروقات لتخفيف العبء عنهم.

صاحب سرفيس آخر، طرح مشكلة عدم نزول سيارات النقل العامة العاملة بين الريف والمدينة إلى كراج الانطلاق، وقيامهم بإيصال الركاب وطلاب الجامعة القادمين من الريف إلى الأماكن المطلوبة، الأمر الذي يؤدي إلى عزوف هؤلاء عن استخدام سرافيس النقل الداخلي، يضاف إلى ذلك ضرورة إلزام السيارات العامة بعدم الوقوف عند الدوارات والمفارق داخل المدينة ونزولها أيضاً إلى كراج الانطلاق من أجل تفعيل المشروع وتنشيطه، وتنشيط النقل الداخلي معه.

أما الراكب "محمد"، وعند سؤالنا له عن مشروع النقل الداخلي، أجاب بأنه مشروع جيد ويُنفذ أول مرة في مدينة إدلب، لكن يلزمه بعض التنظيم في مدة سير السرافيس وتحديد أوقات عملها وقيامها بالتجوال بشكل متواصل داخل المدينة والتوقف بشكل مؤقت عند المواقف الرئيسية والمحددة حتى يتسنى لكافة المواطنين الصعود في السرفيس الذي يساهم في تقريب المسافات واختصار الوقت.

فيما عبّرت إحدى السيدات عن رأيها في مشروع النقل الداخلي بأنها سمعت عنه فقط ولم تشاهد حتى الآن السرافيس تجول في شوارع المدينة، وربما برأيها يرجع سبب ذلك لقلة عدد السرافيس العاملة على الخطين وعدم وجود دعم لهذا المشروع من قبل الجهات المسؤولة وعدم تغطيته إعلامياً بالشكل المطلوب.

وفي السياق ذاته، ولدى سؤالنا لـ "أبو محمد"، صاحب تكسي أجرة، عن تأثير النقل الداخلي على عمله، أجاب بأن المشروع ضعيف جداً ولم يلقَ أي صدى عند الأهالي ولم يؤثر أبداً على عمل التكاسي العامة.

وبعد أن أنهينا جولتنا واستطلاعنا، طالب "عبدالله خيزران"، عضو مجلس مدينة إدلب، عبر "اقتصاد"، بضرورة تعاون الجميع لإنجاح هذا المشروع الخدمي لمدينة إدلب ومحاولة تذليل العقبات والصعوبات والمضي قدماً في إنجاز مشاريع حيوية أخرى، تساهم في تطوير مدينة إدلب وتلبي احتياجات أهلها والمقيمين فيها.

ترك تعليق

التعليق