غضب في العراق جراء حادث غرق عبارة خلف 95 قتيلاً


 قام سكان بمدينة الموصل الواقعة شمالي العراق بإغلاق الطريق الذي كان يمر فيه موكب الرئاسة العراقية اليوم الجمعة ورددوا "لا للفساد" ورشقوا سيارة المحافظ بالحجارة احتجاجا، وذلك لغضبهم إزاء غرق عبارة في نهر دجلة أسفر عن مقتل 95 شخصا.

جاءت زيارة الرئيس برهم صالح في الوقت الذي كانت فيه فرق البحث تحاول العثور على مزيد من الجثث بعد انقلاب عبارة كانت مكتظة بعائلات وأطفال كانوا يحتفلون بعيد النوروز، رأس السنة الفارسية، وعيد الأم أيضا، بالقرب من المدينة أمس الخميس والتي كان على متنها العشرات، بما في ذلك الأسر ذات الأطفال.

ارتفع عدد القتلى اليوم الجمعة إلى 95 بعد العثور على جثة أخرى.

لم يؤذ المتظاهرون صالح، لكن بعد ذلك بوقت قصير رشقوا سيارات موكب محافظ نينوى نوفل العاكوب بالزجاجات والأحجار، وطالبوا بعزله من منصبه.

وسرعان ما ظهر تسجيل مصور يظهر الواقعتين. وفي إحداهما شوهد صالح وهو يتحدث من نافذة سيارته مع المحتجين الذين كان كثير منهم من الشباب.

وهرع صالح إلى الموصل حيث عقد اجتماعات مع مسؤولي الأمن حول غرق العبارة.

وأظهر مقطع مصور آخر محتجين وهم يرشقون سيارة المحافظ ويكسرون الزجاج الأمامي قبل أن تسرع السيارة.

وفي السياق، دعا الزعيم الروحي للأغلبية الشيعية في العراق آية الله علي السيستاني إلى محاسبة المسؤولين عن الغرق، وحث المسؤولين الذين ترتبط وزاراتهم بالمأساة على الاستقالة. قام بنقل رسالة السيستاني ممثله أحمد الصافي في مدينة كربلاء الشيعية المقدسة.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، ذهب أقرباء الضحايا إلى مستشفيات محلية لتسلم جثامين ذويهم قبيل التشييع.

وتجمع بعضهم خارج مستشفى وهتفوا "لا للفساد" و"كلهم لصوص".

وقالت امرأة كانت واقفة خارج مكتب الطبيب الشرعي، وتدعى داليا محمود، "كيف يمكن أن تغرق عبارة دون وجود وسائل إنقاذ؟"

وبدوره، أمر رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بإجراء تحقيق، وزار الموصل لفترة وجيزة، حيث أعلن الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام.

وأمرت السلطات القضائية العراقية بالقبض على تسعة عمال يديرون العبارة. وتم اعتقال الرجال وصدرت مذكرة توقيف بحق صاحب الجزيرة السياحية التي كانت متجهة إليها.

أرسل البابا فرنسيس برقية تعزية إلى السلطات العراقية، معربا عن "تضامنه ودعائه" مع كل من فقدوا أحباءهم. وكتب أنه يصلي من أجل الأمة العراقية بأسرها من أجل "النعم الإلهية للشفاء والقوة والعزاء".

ويعد غرق العبارة بمثابة ضربة مأساوية للموصل، ثاني أكبر مدن العراق، والتي لا تزال تكافح من أجل التغلب على الدمار الذي أحدثه تنظيم الدولة الإسلامية.

سيطر التنظيم المتطرف على الموصل في صيف عام 2014، وجعل المدينة معقله الرئيسي في العراق. وبقي جزء كبير من المدينة في حالة خراب بعد أن استعادت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة الموصل بعد ثلاث سنوات في يوليو / تموز 2017.

وقالت داليا "خسرنا الكثير بسبب داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)، ولن نقبل بخسارة المزيد".

ترك تعليق

التعليق