جولانيون في مواجهة طوربينات الرياح


يعتزم المخرج السينمائي السوري "وسيم صفدي" إنجاز فيلم وثائقي بعنوان "في مهب الريح"، يتناول فيه مشكلة طوربينات (مراوح) الرياح العملاقة التي ينوي الكيان الصهيوني إنشاءها في مناطق عدة من هضبة الجولان المحتل، مثل "مجدل شمس" و"بقعاتا" و"مسعدة"، وهو المشروع الذي من المتوقع أن تكون له تبعاته السلبية على أهالي هذه المناطق ومزروعاتهم، ويحوّل معالم المنطقة ويقلبها من زراعية إلى صناعية.


 ويزعم الكيان الإسرائيلي أن هذا المشروع من شأنه تحويل هضبة الجولان في المستقبل، إلى "أرض الطاقات المتجدّدة" في إسرائيل، لتوفّر فرصاً اقتصاديّة كثيرة، من خلال توفير مئات أماكن العمل والأماكن السياحية للمنطقة.


وكانت شركة "أنرجيكس" الإسرائيلية بدعم اسرائيلي قد أعلنت عن إقامة مشروع مراوح عملاقة لتوليد الطاقة عن طريق الرياح فوق الأراضي التابعة لأهالي قرى الجولان المحتل الذين اعتادوا على العيش من أراضيهم الزراعية، ويعتبرون المشروع المزمع إنشاؤه تدميرياً على مستوى البشر والزراعة والحجر.

 ولفت المخرج صفدي لـ "اقتصاد" إلى أن مشروع المراوح "الطوربينات" الهدف منه - السيطرة على مساحات شاسعة من أراضي الجولانيين من قبل الاحتلال خصوصاً بعد اعتراف "دونالد ترامب" بسيادة إسرائيل على ‏مرتفعات الجولان السوري.


وعلاوة على الآثار المدمرة للمشروع على الزراعة في المنطقة وعلى الصحة العامة للسكان، وخصوصاً أن هناك مخاطر عدة لهذه المراوح التي تصدر الضجيج على مدار الساعة، ويُمنع إقامتها على مقربة من المناطق المأهولة في أوروبا وباقي دول العالم، لفت محدثنا إلى أن هذا القرار سوف يطلق العنان لإسرائيل لتنفيذ مشاريع اقتصادية ما كانت لتقدر على القيام بها من قبل, مثل استخراج نفط الجولان (الذي ربحت عقوده وستقوم به قريباً شركة تابعة لنائب الرئيس الأمريكي السابق "ديك تشيني" على أراضي الجولان المحتل) ومشاريع طوربينات الرياح وغيرها من المشاريع الاقتصادية الضخمة.

مخرج الفيلم أكد أن الغاية من إقامة المشروع على أراضي الجولانيين وعلى مقربة من أماكن سكنهم هو السيطرة على أراضيهم وثروات الجولان الطبيعية- وهذا ما يصوره الفيلم-.

 وأردف أن مشروعاً كهذا سيدر أموالاً طائلة تقدر بمليارات الدولارات على الشركة التي ستقوم ببيع الكهرباء الموّلدة من المراوح، دون النظر إلى ما يسببه من مخاطر وتعديات على أراضي الأهالي.

 وأشار صفدي إلى أن فيلمه الذي تدور أحداثه في الجولان المحتل لازال في مراحل الإنجاز، مضيفاً أنه واجه العديد من الصعوبات ومنها الحصول على معلومات عن تفاصيل المشروع وتصريحات من شركة انرجيكس نفسها، إذ أن هناك تكتماً شديداً-حسب قوله-حول تفاصيل المشروع الدقيقة والنوايا المبيتة من قبل الشركة، وتفاصيل لا تريد أن يطلع عليها الجمهور مثل المخاطر الصحية للمشروع والأبعاد البيئية والصحية له.

ونوّه المخرج الشاب إلى أن الفيلم الذي من المنتظر الانتهاء منه بعد أسابيع يصور الصراع بين أهالي الجولان المحتل وشركة رأسمالية عملاقة طامعة بأراضيهم ومواردهم الطبيعية، معرباً عن أمله بإكمال فيلمه حتى النهاية في ظل شح الامكانات والدعم اللازم.

وتابع أن "الفيلم يسعى إلى إيصال صوت المواطن الجولاني البسيط, الذي تُرك يواجه مصيره بمفرده في مقابل دول وشركات طامعة عملاقة".

وأبان مخرج "في مهب الريح" أن فيلمه سيعالج كارثة المراوح بلغة سينمائية وبعين المتابع لمجرى الأحداث عن قرب، دون التدخل في مجرياتها, إنما السماح لها بالسير بتلقائية وطبيعية وترقّب نتائج الصراع الدائر.

 ومن المقرر أن يرافق الفيلم الأهالي في صراعهم ضد المشروع، ومسيرة بحثهم عن الحلول والطرق لمواجهة مطامع الشركة الرأسمالية الجشعة والخطر الداهم الذي يتهدد منطقتهم وحياتهم, كما سيتابع النشاط الذي تقوم به الحملة الشعبيه لتوعية الأهالي من جهة، ولإدارة المواجهة مع الشركه الطامعة من جهة أخرى.

و"وسيم صفدي" مخرج ومنتج أفلام وثائقية من مواليد بلدة مجدل شمس (الجولان المحتل), درس السينما في جامعة "بواتييه" الفرنسية وعمل في مكتب قناة الجزيرة في باريس, كما عمل لصالح عدة قنوات تلفزيونية عربية وعالمية من رام الله والقدس والناصره وغيرها، وأسس بعد عودته من فرنسا شركة "لوميير للإنتاج" في الجولان المحتل والتي تعمل في مجال الأفلام الوثائقية والإعلام منذ 2010 ومن أفلامه "جولان 1967" – قصة احتلال الجولان السوري وحرب 1967 و"خليل السكاكيني" – عن حياة الأديب والمفكر الفلسطيني خليل السكاكيني، لقناة الجزيرة، وفيلم "حصار" – عن الجولان المحتل ما بعد الثورة السورية الذي عرض في عدة قنوات تلفزيونية وشارك في مهرجانات سينمائية حول العالم.

وشركة "لوميير للإنتاج" هي التي ستُنتج فيلم "في مهب الريح"، موضوع تقريرنا.



ترك تعليق

التعليق