الأغنياء يخزّنون الكمأة.. والفقراء يحلمون بالبطاطا


لا يمر موسم للخضار أو الفاكهة إلا وتصبح أصناف بعينها محرمة على أغلبية السوريين، والسبب هو ضيق الحال، وعدم القدرة على شرائها، وهذا لا ينطبق على الفاكهة التي يمكن حذفها من سلة طعام السوري، وإنما على أصناف تعتبر من أساسيات الغذاء كالبطاطا والكوسا، وتدخل أحياناً أصناف أخرى على خط الغلاء كالبقدونس الذي يتضاعف سعره أربع مرات نظراً لحساسيته تجاه تبدلات الطقس.

كمأة الأغنياء
 
الكمأة من أصناف الفطريات التي لا تزرع وتنبت لوحدها تحت سطح الأرض، وترتبط بالرعد لدى الباحثين عنها، وهي ذات أنواع من البيضاء والبنية، وقد انتشرت في أسواق المدن قبل أسابيع قليلة بأسعار ليست مرتفعة بسبب موسمها الجيد ووصل سعر الكيلو غرام منها حوالي 1500 ليرة سورية، وبيعت بأقل من ذلك في أسواق أخرى غير تنافسية، وقريبة من المصدر كسوق السلمية الذي باع الكيلو بين 500- 1000 ليرة.

هذا الهبوط لم يستمر طويلاً إذ حسب صحيفة الوطن الموالية، ارتفعت الأسعار لتصل إلى 3500 للكمأة العادية، وأما البنية والسوداء فقد وصل سعر الكيلو غرام منها ما بين 4200- 5300 ليرة.

السبب وفق الصحيفة: "نتيجة الطلب الشديد عليها من الميسورين والأغنياء، الذين يشترون كميات كبيرة منها للتخزين بالثلاجات، ما جعلها بمنأى عن متناول السواد الأعظم من المواطنين العاديين أي أصحاب الدخل المحدود".

إنتاجها وأسواقها
 
مديرية الزراعة في مدينة السلمية قدرت حسب الصحيفة الكميات المباعة في أسواق مدينة حماة وريفها بـ 1800-2300 طن، وهي تقديرات غير دقيقة والسبب: "لأنها لا تزرع وليس لها مساحات معروفة ولا مزارعون مختصون بزراعتها أو جنيها، ما يعني أن كل التقديرات لكمياتها بالبادية الحموية ولما بيع وسيباع منها هو غير رسمي".

وأما سوقها الذي تشحن إليه: "كثير منها يشحن إلى الساحل والعاصمة ولبنان".

البطاطا للفقراء.. ولكن

نشرات الأسعار التي تم تداولها في عدة مواقع محلية أغفلت في أغلبها سعر البطاطا في السوق المحلية، وهذا ما يمكن لأي متابع الانتبه إليه في تعليقات المتابعين الذي تساءلوا عن عدم ذكر سعر كيلو البطاطا الذي وصل إلى 500 ليرة سورية.

كثيرون أيضاً كذبوا نشرات التموين التي تصدرها وزارة الاقتصاد، وبعض المواقع المحلية التي تتوافق مع سياسة التعتيم والكذب فمثلاً ذكرت مواقع عدة أن سعر البندورة 325 ليرة، بينما علق آخرون أن سعرها يتجاوز 400 ليرة وفي مؤسسات التدخل التابعة للنظام.

العوجا التي تعتبر أولى فاكهات الربيع في الريف الدمشقي حافظت على سعر مرتفع نسبياً 1500 ليرة للكيلو، وكانت قد تجاوزت الـ 15000 ليرة للكيلو عند نزولها الأسواق أول مرة.

ليس كمأة فقط

ما يختفي من غذاء ومطبخ السوري ليس الكمأ على اعتبار أن أغلبهم لا يعتبرونه مفضلاً أو ضرورياً لهم لكنهم اليوم يصارعون من أجل أقل من ذلك، ويشتكون ضيق الحال أمام الفروج والسمك، وتنكل بهم آليات الغش بحثاً عن المنتج الجيد لأطفالهم من اللبنة والحليب الذي لا تدخله الماء أو مواد التثقيل كالسبيداج الذي يحتوي سموماً كيماوية دون أن يحميهم أحد أو ينظر إلى جيوبهم الفارغة أحد من رموز نظام القتل.

ترك تعليق

التعليق