اقتصاديات.. وهم فتح الحدود مع العراق


يحاول النظام أن يُظهر أنه قادر على التغلب على الحصار الاقتصادي الذي بدأت تفرضه قوات التحالف الدولي، على كل وسائل الدعم القادمة من إيران عبر البحر المتوسط، وذلك من خلال إعادة فتح الطرق البرية مع العراق، وبالتالي إفشال مشروع الحصار والضغط على النظام.

وبدأت وسائل إعلام النظام تتحدث بنشوة، عن التحركات والمباحثات التي تقوم بها إيران مع العراق من أجل دراسة فتح طريق بري آمن إلى سوريا، تستطيع من خلاله الاستمرار في إيصال مساعداتها من الأسلحة والمقاتلين بالإضافة إلى المشتقات النفطية إلى النظام.

وفي المقابل، يقوم النظام بإجراءات اقتصادية تقشفية، توحي بأنه غير مطمئن لهذه التحركات أو أنه يائس من قدرة إيران على تنفيذها، نظراً لأن الوقائع على الأرض تشير إلى صعوبة تأمين طريق بري آمن مع العراق، بسبب وقوع المنطقة الفاصلة بين البلدين تحت سيطرة قوات "قسد"، بالإضافة إلى تواجد قواعد أمريكية وبريطانية في منطقة التنف على الحدود مع العراق والأردن، والتي قد تمنع أي حركة تجارية قادمة من إيران إلى النظام.
 
وذكرت مصادر إعلامية، أن العراق وبتوجيه من إيران، قام مؤخراً بالتواصل مع حميدي دهام الجربا، زعيم قبيلة شمر في سوريا، وحاول شق تحالفه مع قوات "قسد"، لضرب مشروع الإدارة الذاتية من جهة، ولإضعاف سيطرة القوات الكردية على المنطقة الشرقية الغنية بالنفط والقمح والقطن من جهة أخرى، وبما يسمح بتنفيذ مشروع الطريق البري مع سوريا الذي تخطط له إيران.
 
وعلى الرغم من أن وسائل إعلام النظام وإيران، أعلنتا عن نجاح هذه المباحثات، إلا أنه لم يصدر حتى الآن أي موقف عن قوات القبائل العربية المتحالفة مع الأكراد، فيما أشار متابعون إلى صعوبة تحقيق هذا الشرخ بين الطرفين، لأنه يعني مواجهات عسكرية وعدم استقرار طويل الأمد في المنطقة الشرقية، مشيرين إلى أن التحركات الإيرانية العراقية السورية، لا تعدو مجرد استعراضات إعلامية فارغة، لإيصال رسالة إلى أمريكا بأن حلف الممانعة لديه مخارج وحلول غير تلك التي تفرضها الدول الكبرى.

وتبقى الحقيقة الماثلة اليوم، هي أن الشعب السوري سوف يعاني من أزمات اقتصادية في المرحلة القادمة، لا أحد يعرف على وجه التحديد أين يمكن أن تصل أو تنتهي، بسبب أن النظام لا يزال يستخدم لغة الصوت المرتفع في إعلامه، ولا يصارح جمهوره بحقيقة ما ينتظرهم من ظروف صعبة.

إلا أن الشيء المؤكد هو أن الأيام أو الأشهر القادمة، والتي لن تكون ببعيدة، سوف تكشف حقيقة هذه الظروف، وحجم التوريطات التي يحضرها النظام لهذا الشعب، والتي نأمل أن لا تكون قاسية.
 

ترك تعليق

التعليق