تطمينات محافظة ريف دمشق.. هل تريح سكان المناطق العشوائية؟


نقلت وسائل إعلامية موالية للنظام السوري، عن مدير دعم القرار في محافظة ريف دمشق، عبد الرزاق ضميرية، قوله إن كل من يملك منزلاً في منطقة سكن عشوائي تتم إعادة تنظيمها في محافظة ريف دمشق، سيكون له منزل بديل بنفس المنطقة، "وبمواصفات جيدة".

وأضاف ضميرية أنه عند الانتهاء من دراسة المخططات التنظيمية "سيبقى الأهالي في أماكنهم وسيتم تخديمها بشكل كامل، ولن يضيع حق أي مواطن يقطن في السكن العشوائي وعند تنظيم أي منطقة سوف نختار منطقة فارغة وننشئ فيها عدداً من الكتل السكنية وننقل الناس إليها تدريجياً".

 كما أشار ضميرية إلى أن المناطق التي هُجّر أهلها منها بشكل قسري ستتم إعادتهم مع تقديم التسهيلات والخدمات كما سيتم إعادة سكان مناطق الدخانية والسبينة والحجر الأسود إلى منازلهم ليتم تخديمها بشكل جيد وعند الانتهاء من المخطط التنظيمي سيتم بناء السكن البديل في المساحات الفارغة.

من المفترض، أن يتنفس سكان المناطق العشوائية الصعداء بعد سماعهم لهذه التصريحات، خاصة سكان المناطق التي لم يسمح لهم بالعودة إليها حتى اللحظة بعد سيطرة قوات النظام عليها، مثل حي الحجر الأسود جنوب العاصمة، وذلك بعد معاناة طويلة وترقب للأخبار حول مصير مناطقهم ومنازلهم.. "فهل يثق الأهالي بهذه التطمينات والوعود من حكومة النظام؟"، سؤال طرحه "اقتصاد" على عدد من سكان المناطق العشوائية التابعة إدارياً لمحافظة ريف دمشق.

يجيب "أبو محمد"، وهو من سكان حي الحجر الأسود ويقيم حالياً في القنيطرة، في تصريح لـ "اقتصاد": "الثقة معدومة فكيف لي أن أثق بحكومة تعجز عن تأمين الغاز مثلاً حتى أثق بوعودها بأني سأحصل على مسكن بديل في منطقتي. ولو افترضنا أن هناك نوايا صادقة فكم هي المدة الزمنية التي سأنتظرها حتى يتم بناء المسكن البديل فالمحافظة حتى الآن لا زالت تتحدث عن دراسة المخططات التنظيمية فمتى سيبدأ التنفيذ على الأرض خاصة أني لا يمكنني العودة إلى منزلي ريثما تبدأ عملية البناء كون منزلي مدمر بالكامل".

من جهته يقول "أبو سعيد"، وهو أيضاً من سكان حي الحجر الأسود، إنه لا يريد مسكناً بديلاً، ويضيف: "لست مهتماً بهذه الوعود وأنا لا أريد هذه المكرمة، ولا أريد الانتظار. اسمحوا لي بالعودة إلى منزلي فقط لأعيد ترميمه على نفقتي ولا أريد من الحكومة أو المحافظة أي مساعدة أو تعويض. أريد أن أتخلص من كابوس الايجارات".

مخاوف كثيرة أثارتها هذه التطمينات لدى "خالد" وإخوته، وهم من سكان بلدة السبينة. وأوضح خالد في حديثه لـ "اقتصاد" سبب مخاوفهم، كون الأخوة الثلاثة يقيمون في منزل من ثلاثة طوابق وتعود ملكيته لوالدهم المتوفي. "نحن ثلاثة إخوة نقيم في منزل واحد كل أخ يقيم في طابق. المشكلة أن ملكية المنزل تعود لوالدي المتوفي ولا ندري ما هي الآلية التي سيتم التعامل مع وضعنا من خلالها في حال تم إعادة تنظيم المنطقة فهل سنحصل على منزل أو شقة واحدة فقط للعوائل الثلاثة؟.. هذه مشكلة عدد كبير من الأهالي حيث يسكن الإخوة في منزل العائلة بعد بناء طوابق إضافية دون حصر الإرث بعد وفاة الوالد".

الآنسة (م ، ع) من أهالي مدينة داريا، تقول إن هذه التطمينات لم توضح إذا كان سكان هذه المناطق العشوائية سيحصلون على المسكن البديل بدون مقابل. وأشارت في حديثها لـ "اقتصاد" بوجود تصريح سابق للمهندس عبد الرزاق ضميرية، مدير دعم القرار في محافظة ريف دمشق، مفاده أن المحافظة ستعمل على تنظيم المناطق العشوائية بتخطيط مختلف وذلك بمستوى سكن صحي ومريح ومناسب للبيئة الاجتماعية القادرة على (شراء منزل) حسب البيئة الديمغرافية، حسب وصفه.


ترك تعليق

التعليق