خسائر زراعية كبيرة خلفتها السيول بريف حلب الشمالي.. هل سيُعوّض المتضررون؟


غمرت مياه السيول آلاف الهكتارات المزروعة بمحاصيل البطاطا والقمح والشعير والفول في ريف حلب الشمالي، متسببة بخسائر مادية كبيرة للمزارعين.

وبلا منازع، وصفت السيول بأنها أكبر كارثة تصيب القطاع الزراعي في هذه المناطق منذ ما يزيد عن عقد من الزمن، حيث جرفت المياه مساحات مزروعة كبيرة.

ومن أمام حقله المغمور بالمياه، أعرب المزارع "مصطفى الحسن" عن حزنه البالغ لغرق حقله المزروع بمادة البطاطا الصيفية.


ووفق ما قاله لـ"اقتصاد" فإن خسارته تتجاوز الـ3 ملايين ليرة سورية، مبيناً أن "غرق نبات البطاطا بالمياه، يعني تلف المحصول، وخسارة ثمن البذار، والسماد الطبيعي (روث الدجاج)، والحراثة، وإيجار الأرض".

حال "الحسن" حال المئات من المزارعين في مدينة مارع وريفها التي اجتاحت حقولها مياه السهول، نتيجة غزارة الأمطار، وفيضان الأودية التي تعبر المنطقة.

ولا تحمل الأنباء عن وصول بحيرة "سد الشهباء" إلى مرحلة الامتلاء الكامل، أخباراً سارة للمزارعين هنا، لأن ذلك يعني ضعف مستوى تصريف المياه، فيما لا تزال المياه تتدفق عبر الوديان من الجبال التركية المجاورة، وتهدد بغرق المزيد من الدونمات التي لم تصلها المياه للآن.

مدير المؤسسة العامة لإكثار البذار، المهندس الزراعي معن ناصر، أكد لـ"اقتصاد" أن الأمطار الغزيرة التي شهدها الشمال السوري خلال الأسبوع الماضي، أدت إلى غمر مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية.

ووفق ناصر، فقد تبيّن بعد معاينة ميدانية للحقول المتضررة أجرتها لجنة من المؤسسة، أن الخسائر تشمل 2000 هكتاراً من الحبوب، و250 هكتاراً من البطاطا، و3000 من المحاصيل الأخرى.

وبحسب المهندس فإن قيمة الخسائر تتجاوز ملايين الدولارات، وقال إن "ما أصاب المزروعات من دمار سيلحق خسائر بالمزارعين والقطاع الزراعي".

رئيس مجلس مارع المحلي، المهندس فؤاد عباس، وصف الأضرار جراء السيول بـ"الكبيرة جداً، وتحديداً في محصول البطاطا"، مؤكداً في حديثه لـ"اقتصاد" أن المجلس يقوم بإحصاء الخسائر المالية.

وعن تحركات المجلس، أكد أن آليات المجلس تقوم بمحاولة تخفيف الأضرار المادية، من خلال فتح القنوات أمام مياه السهول، حتى لا تتركز في الحقول المزروعة.

وأشار في هذا السياق، إلى استهداف الوحدات الكردية بصاروخ حراري لجرافة تابعة للمجلس أثناء العمل على فتح القنوات، ما أدى إلى إصابة السائق إصابة بالغة في الوجه، ليتم تحويله إلى تركيا لتلقي العلاج.

وحول تعويضات المزارعين المتضررين، لفت عباس إلى عدم قدرة المجلس المحلي مالياً، مشيراً إلى أن "المجلس زودّ الجانب التركي بالصور التي تشرح حجم الأضرار، والتقديرات الأولية للخسائر".

وأضاف أنه "للآن لم تتواصل مع المجلس منظمات داعمة لتعويض المتضررين".

ترك تعليق

التعليق