لماذا قرّر النظام تحويل "حلب الشرقية" إلى "قنيطرة جديدة"؟


غياب الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء، وعدم ترحيل الأنقاض عن أحياء حلب الشرقية بعد مرور أكثر من عامين على سيطرة النظام عليها، قضية ما زالت تشغل بال سكان هذه الأحياء.

ونقلاً عن مصادر محلية، فإن تخفيض ساعات التقنين الذي تزامن مع وصول "الأمين العام المساعد" لحزب البعث هلال هلال إلى حلب، في زيارة تفقدية، لم يشمل الأحياء الشرقية.

وأوضحت المصادر، أن ساعات وصول الكهرباء إلى أحياء حلب الغربية سجلت ازدياداً، في حين غاب التيار الكهربائي عن الأحياء الشرقية، التي يصفها بعض سكانها بـ"القنيطرة الجديدة".

تزامناً مع ذلك، يشتكي سكان هذه الأحياء، من ارتفاع سعر الأمبير الكهربائي (1700 ليرة أسبوعياً)، وارتفاع سعر المازوت، وعدم ترحيل الأنقاض التي تجسد آثار الدمار، الأمر الذي أدى إلى تناقص أعداد سكان هذه الأحياء بشكل كبير.

تلك المعطيات دفعت بمراقبين إلى تقديم تفسيرات عدة، لعلّ أبرزها ما يتعلق بنوايا متعمدة لدى النظام بمعاقبة سكان تلك الأحياء الذين شكلوا بيئة حاضنة للمعارضة، خلال فترة سيطرة الأخيرة التي امتدت إلى ما يقارب 4 سنوات.

جاء ذلك وفق ما قاله الكاتب الصحفي درويش خليفة لـ"اقتصاد"، معتبراً أن ما يجري جزء من سياسة عقابية لهذه الأحياء، بهدف عدم تشجيع العودة إليها من قبل المهجرين، في خطة مضادة للمشروع الروسي بتحريك ملف إعادة اللاجئين.

وبالمقابل، لا يقلل "درويش خليفة" من فرضية عدم قدرة مؤسسات النظام مالياً وفنياً على صيانة شبكات المياه والكهرباء المتضررة بنسب كبيرة، دون تقديم العون من جهات دولية.

وفي هذا الصدد، يعتقد خليفة أنه ليس من اليسير على النظام ومعه الحلفاء (روسيا، إيران)، أن يبدأ إعمار المناطق المتضررة، والصراع على النفوذ بين روسيا وإيران لا زال قائماً، ويلفت إلى تسجيل هذه الأحياء من حين لآخر اشتباكات بين المليشيات الموالية لإيران، والمليشيات الموالية لروسيا، مشيراً في هذا الجانب، إلى تواجد المعارضة على مرمى حجر من مدينة حلب.

المحلل السياسي، الدكتور زكريا ملاحفجي، قال إن هناك تفسيران لما يجري في أحياء حلب الشرقية، واحد داخلي ومتعمّد من جانب النظام، وآخر خارجي سياسي.

وفي حديثه لـ"اقتصاد" أوضح، أن النظام أحدث مؤخراً شركة قابضة في حلب، تساهم بمشاريع إعادة الإعمار، وذلك بهدف الاستيلاء على المناطق وبيعها للشركات.

أما السبب الخارجي، ووفق ملاحفجي، له علاقة بالظرف الدولي، وحسم مستقبل حلب بين الأطراف الدولية.

وقال إن "وجود المعارضة في منطقة الراشدين التي تعتبر بوابة حلب الغربية، يزيد من ضبابية مستقبل المدينة، وخصوصاً في حال تعثر مسار أستانا".

وشدد ملاحفجي، على أن لدى المعارضة القدرة على قلب المعادلة عسكرياً في مدينة حلب.

وعن مدى عرقلة المليشيات لتقديم الخدمات في أحياء حلب الشرقية، قال "أحياء حلب الشرقية ليست أولوية لإيران، لأن الأخيرة تركز على تثبيت نفوذها في المناطق العسكرية والاستراتيجية، وتحديداً في مطار حلب ومعامل الدفاع، وفي ريف حلب الجنوبي".

ترك تعليق

التعليق