في الركبان.. هل عُقدت صفقة أدت إلى دفعة ثالثة من المغادرين؟


غادرت صباح يوم الأحد، الدفعة الثالثة من المدنيين العالقين في مخيم الركبان على الحدود السورية-الأردنية بحسب ما أكدت مصادر مطلعة لـ "اقتصاد". وقدمت حافلات خضراء اللون إلى منطقة "جليغم" على أطراف المخيم لتنقل العشرات من الراغبين بالمغادرة نحو مناطق سيطرة النظام، في خطوة وصفتها هيئة العلاقات العامة والسياسية للمخيم بأنها صفقة مع النظام عقدتها جهات معينة مقابل السماح بمغادرة هذه الجهة نحو الشمال السوري.

يعيش قرابة 40 ألف نسمة داخل المخيم في منطقة صحراوية قاحلة يفرض النظام حصاره عليها منذ نهايات العام 2017. ويقول "شكري شهاب" الناطق الرسمي باسم "هيئة العلاقات العامة والسياسية" في مخيم الركبان لـ "اقتصاد": "هناك من كان يرغب بالعودة منذ فترة طويلة وليست لديه أي مشكلة مع النظام لأنه غير مطلوب و ليس لديه أبناء في سن الخدمة الإجبارية وقد تقدم هؤلاء بطلبات مصالحة أو تسوية مع النظام قوبلت بالموافقة".

يصل عدد الذين سجلوا ضمن قوائم المغادرة قرابة 5000 شخص. غادر بعضهم بينما لا يزال البعض الآخر ينتظر الدفعة الرابعة. في حين يفضل باقي سكان المخيم فتح طريق آمن نحو الشمال السوري إذ لا يقل عدد من بلغوا منهم سن الخدمتين العسكرية الإلزامية والاحتياطية 10 آلاف شاب.

وبحسب -شهاب- يستقبل المغادرون في مراكز إيواء بمدينة حمص ثم يطلب منهم التوقيع على ورقة التسوية و"هنا المفارقة كون من غادر ليس مطلوباً للجيش أو الأفرع الأمنية فلماذا يجبر على التوقيع على ورقة تثبت إدانته؟".

شهاب، باسم هيئة العلاقات العامة، اتهم بعض الأشخاص بـ "استجرار الأهالي وترغيبهم بالعودة وتزيين الأمر لهم وترهيبهم بالحصار المفروض على المخيم فانصاع بعض الأهالي خوفاً على أطفالهم من الموت جوعاً أو مرضاً بسبب نفاذ معظم المواد الغذائية وحليب الأطفال نهائياً والأدوية من المخيم، فقاموا بالتوجه لمناطق سيطرة النظام".

عمليات الترغيب والترهيب هذه تتم -بحسب شهاب- ضمن صفقة أجراها النظام مع جهات محددة-لم يسمها خوفاً لأسباب أمنية- لتسهيل عودة أكبر قسم ممكن من أهالي المخيم مقابل السماح لهذه الجهات بالتوجه نحو الشمال السوري.

يؤكد شهاب بالقول "إننا بهيئة العلاقات العامة والسياسية بمخيم الركبان نرفض رفضاً قاطعاً هذه التسوية أو المصالحة كون هذا النظام لا ضامن له. وسيتعرض أهلنا العائدون المغرر بهم إلى الانتقام أو الاعتقال التعسفي وزج أبنائهم ضمن صفوف التجنيد الإجباري أو الاحتياطي. نحن طالبنا بفتح طريق الى الشمال السوري أو تأمين حماية دولية لأهالي المخيم وفك الحصار عنه".

ترك تعليق

التعليق